شاشة وميكروفون

تلحين الإحساس

  عاطف سليمان
عاطف سليمان

حينما درسنا السينما بأكاديمية الفنون كانت من أهم المحاضرات التى قُررت علينا فى المنهج هى محاضرات التحليل النفسى للممثل وأبعاد الشخصية وكان يفيض بها علينا أستاذنا حسين عبدالقادر رحمه الله إضافة إلى محاضرات يوسف شاهين وصلاح أبو سيف ومحمود مرسى وغيرها فيما يتعلق بذلك ومنذ يومين سعدت بقراءة كتاب جديد من نوعه أهداه لى الصديق نديم سليم الأعور وهو اختصاصى فى علم النفس الإكلينكى وخريج جامعة باريس والكتاب بعنوان «تلحين الإحساس».

قراءة سيكولوجية لألحان رياض السنباطى شاعر الموسيقى العربية والذى يشير إليه نديم بـ أنه حقق ما لم يتحقق فى تاريخ الموسيقى ألا وهو تلحين الإحساس فالإحساس هو مرمى التلحين عنده يتابعه من مستهل القصيدة حتى خاتمتها مشيراً فى سطوره إلى أن السنباطى برع فى تصوير الحالة الوجدانية بشتى أوجهها وفى وضعها فى.

زمانها ومكانها من خلال مقاربة النص باللحن التصويرى بدءاً من المقدمة الموسيقية التى اتسمت دائماً بالبلاغة الدلالية ومن خلال اللحن يتراءى لنا الزمان نهاراً وليلاً ثم يتناول علاقة الموسيقى بالشعر من زاوية التحليل النفسي.

بوصفه مختصا فى هذا المجال، تأتى أهمية الكتاب من كونه يتبع منهجا نقدياً قل استخدامه فى الكتابات البحثية والنقدية، وهو علم النفس التحليلي..
إنه كتاب متميز حقاً وشكراً للباحث على مجهوده.