شبح ترامب.. فى بريطانيا!!

جلال عارف
جلال عارف

الأسبوع القادم تعرف بريطانيا اسم رئيس الحكومة الجديد الذى سيخلف بوريس جونسون الذى أجبر على الاستقالة. رئيس الحكومة القادم هو من سيختاره حزب المحافظين صاحب الأغلبية البرلمانية زعيما له. الانتخابات الداخلية فى الحزب حصرت المنافسة بين اسمين: ريشى سوناك وزير المالية الذى فتحت استقالته باب الخروج الكبير لجونسون، و«ليزتراس» وزيرة الخارجية التى اقتنصت المكان الثانى فى السباق فى اللحظة الأخيرة لتدخل المنافسة النهائية.

المعركة محتدمة، والكلمة لم تعد لنواب البرلمان من الحزب فقط كما كان الحال فى جولات التنافس السابقة، بل لأعضاء الحزب الذين يبلغ عددهم ١٦٠ ألف عضو عامل، والمقاييس هنا مختلفة. ريشى سوناك الذى تصدر كل مراحل السباق حتى الآن يعترف بالأمس بأنه المرشح الأضعف، ويشكو من أن «أصحاب القرار» يرغبون فى فوز منافسته(!!) واستطلاعات الرأى تقول  إن الأفضلية بالفعل للمرشحة «ليزتراس» وبفارق كبير يبلغ ٢٤ نقطة لصالحها، وأنها ـ على الأرجح ـ ستكون ثالث سيدة ترأس الحكومة فى بريطانيا بعد تاتشر وإليزابيث ماى.

المفاجأة الأكثر إثارة تأتى من «جونسون» الذى يبدو أنه لايريد مغادرة المشهد السياسى بسهولة. قبل أيام انطلقت حملة فى صفوف أعضاء الحزب من أجل «إعادة بوريس جونسون» يقول منظموها إنهم جمعوا فى أسبوع عشرة آلاف توقيع. بعض الصحف البريطانية قالت إن جونسون استقبل عضو مجلس اللوردات «كروداس» الذى يقود الحملة وإبلغه أنه يتمنى العودة عن استقالته!!

أوجه الشبه بين «جونسون» والرئيس الأمريكى السابق «ترامب» كثيرة، لكن التقاليد الحاكمة للسياسة البريطانية لا تسمح بتقليد تشبث ترامب بالسلطة وعدم قبوله بنتيجة الانتخابات. صحيح أن جونسون ظل يقاوم الخروج حتى اللحظة الأخيرة، لكنه أذعن فوراً لقرار قيادة الحزب برحيله. وصحيح أن صدمته كانت كبيرة، لكنه يعرف أيضا أن أخطاءه كانت أكبر. ربما يريد ـ بالتحركات الأخيرة ـ أن يقول إنه سيغادر مقر رئاسة الحكومة لكنه لن يترك السياسة. فى قرارة نفسه يعرف جونسون أن اللعبة انتهت!