حديث وشجون

النصب بالسوشيال ميديا

إيمان راشد
إيمان راشد

منذ أكثر من خمس سنوات أعرفها عن طريق الفيس بوك... صديقه أوربية ودودة محبة لمصر مثقفة جدا معلوماتها عن معالمنا السياحية والأثرية ربما اكثر من بعضنا.


.. تلقيت منها رسالة الأسبوع الماضى برغبتها فى اهدائى رمزا للصداقة والمحبة ورفضت بل دعوتها لزيارة مصر واستضافتها بمنزل الأسرة.. أبلغتنى انها ستفعل بعد انتهاء وباء الكورونا.. وطال الحديث وعادت وألحت فى تقديم المساعدة المادية فأبلغتها أننى من الأغنياء بمفهومها المستورة بالمفهوم المصرى فأوضحت انها عضوة فى منظمة دولية لمكافحة الفقر ولن تدفع شيئا من مالها الخاص وشكرتها وانهيت المكالمة... وفوجئت بعد ساعات بأخرى لا أعرفها تتصل بى على الخاص مقدمة نفسها انها عضو فعال فى منظمة مكافحة الفقر الأوربية وعلى استعداد لمنحى مبلغا أبدأ به حياتى (التى قاربت على الانتهاء) وهنا دفعنى فضولى الصحفى لمجاراة المتحدثة فسألتها: ما هو المبلغ الذى ستدفعينه لى؟ فردت: كما تريدين ندفع حتى مليون دولار... وعجبتنى اللعبة فقد شعرت بالأنف الصحفى أننى امام عملية نصب... فتمهلت قليلا وطلبت ١٠٠ الف دولار فقط فوافقت فورا دون أى ضمانات وطلبت منى ارسال حسابى فى البنك مدعوما بألف دولار قيمة توصيل المبلغ عن طريق احدى شركات الأموال فتعللت انى لا املك هذا المبلغ وطلبت خصمه من الـ ١٠٠ألف دولار وإرسال ٩٩ ألفا فقط... فرفضت... واستمررت معها فى مزاد حتى وصلت ان تخصم نصف المبلغ وترسل النصف فقط فأنهت المحادثة بعد ان فقدت الأمل فى النصب علىَّ والحصول على الالف دولار... الغريب فى الموضوع وبعد عدة دقائق نشرت صديقتى أن صفحتها مخترقة وانها غير مسئولة عن أى رسائل او محادثات تتم بها... وضحكت فقد علموا باكتشافى امرهم.


طرق جديدة عالمية للنصب على المصريين.. احذروا فلن تكون المحاولة الأولى ولا الأخيرة.. نبهوا اولادكم واحفادكم بعدم الانسياق وراء تلك الصداقات فأنا كبيرة بما فيه الكفاية لأفرق بين هذا أو ذاك ولكن عديمى الخبرة من السهل وقوعهم فى هذا الفخ.. ولنا فى ذلك امثلة محلية كثيرة بدأت بتوظيف الأموال فى التسعينيات وحتى مستريح اسوان هذا العام وزى ما قالوا فى الأمثال: وراء كل نصاب طماع والحداية عمرها ما هتحدف كتاكيت..