إنها مصر

العدالة فى قضيتى "نيرة" و"شيماء" !

كرم جبر
كرم جبر

العدالة هى ضمير الحقيقة وليست ضميرك الشخصي.


والحقيقة فى قضية المذيعة الراحلة شيماء، يندى لها الجبين، وبعيداً عن جوهر التحقيقات أو شبهة التأثير على العدالة، هناك دروس مستفادة:
أولاً: لا ينال من سمعة القضاء المصرى العظيم، أن يكون أحد من عناصره فاسداً أو مجرماً، فهذا استثناء والاستثناء يؤكد القاعدة، وهى الحيدة والنزاهة والانتصار للقانون.


وأعرف جيداً أن منصة القضاء العالمية، تكون أكثر حزماً وشدة، إذا كان المتهم الواقف فى القفص قاضياً سابقا ، لأنه انتهك قدسية المهنة العظيمة، وارتكب جرماً يستحق عقوبات مشددة.
ولا يترك التفتيش القضائى والجهات المشابهة له فى الهيئات القضائية الأخرى، أى شبهة أو شكوى ضد قاض إلا ويبحثها جيداً، وتصدر دائماً التعليمات المشددة للقضاة بالابتعاد عن مواطن الشبهات.


ثانياً: القانون لتحقيق العدالة وليس لتضليلها، وهو ما يحاول أن يفعل عكسه القاضى المتهم، بسرد قصص وحكايات لإثبات أنه كان فى حالة دفاع شرعى عن النفس.


وإذا ثبت عدم صحة هذه المزاعم، يجب أن يكون عقوبته مزدوجة، القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، بجانب محاولة تضليل العدالة.
هيئة المحكمة هى التى تحدد ذلك، بعد أن تضمن قرار الإحالة الصادر من النيابة العامة، تفصيلات كل صغيرة وكبيرة، ولم يترك ثغرة واحدة.
ثالثاً: العدالة السريعة الناجزة تثلج الصدور وتحقق الطمأنينة وتولد الثقة، خصوصاً فى القضايا الدامغة الأدلة، وهو ما تضمنته تحقيقات النيابة العامة من واقع أقوال المتهمين والشهود، فمن حق المتهم أن ينال حظه كاملاً فى الدفاع، دون تضييع الوقت.
العدالة الناجزة تحقق الردع العام، لكل من تسول له نفسه أن يعتدى على حياة الناس وأرواحهم، ليترسخ فى ضمير المجتمع، أن سيف القانون سيكون قريباً جداً من رقبة أى مجرم.
رابعاً: أعتبر قاتل «نيرة» وقاتل «شيماء»، حالات شاذة وتخرج عن المألوف والعادات والتقاليد والقوانين والأعراف والأخلاق والأديان ومبادئ الحياة نفسها.
فعندما يتصور الطالب المجرم أن من حقه أن يوقع عقوبة الموت على إنسانة لا تريده، وعندما يتوهم القاضى المتهم الذى أقسم اليمين على احترام القانون، أنه يتحايل على القانون، فنحن أمام حالات لا تعبر عن الضمير الإنساني، وإنما التوحش الذى يرتدى صاحبه ثياباً فى صورة إنسان.
وفى كل الحالات لا يجب أبداً تعميم الأشياء وكأنها ظاهرة، أو فقدان الثقة فى قيم حياتية، فحواها الإيمان بقدسية الحياة والتضحية والبذل والعطاء فى سبيل الأسرة والأبناء والزوجة والأب والأم، فهم ترياق الحياة وعناصرها المقدسة التى يجب إعلاء شأنها.
يقولون أن العدالة دون قوة عاجزة، والقوة دون عدالة طاغية، فجعلوا رمزها «معصوبة العينين»، لتحقيق التوازن فى الحياة.