اعتقدت الأم أن في الموت طوق النجاة بالنسبة لها، بعد أن انقطعت أخبار الزوج المسافر إلى إحدى الدول العربية لمدة عام كامل، فالديون أثقلت كاهلها وعجزت عن سد احتياجات بناتها الستة،فاتخذت القرار الذي لا يعرفه أحد. احتضن الأب بناته الستة كلا منهن على حده في مشهد مأساوي حيث الدموع المنهمرة والإحساس بمرارة الفراق ، بينما وقفت الأم تنساب على وجنتيها الدموع تودعه أيضاً بكلمات الدعاء بالتوفيق والعودة سالماً أثناء مغادرته البلاد متوجهاً إلى إحدى الدول العربية. بدأ القلق والهواجس تراود مخيلتها خاصة بعد أن انقطعت أخباره لمدة عام كامل ذاقت خلاله مرارة الفراق والعيش دون عائلاً أو عوناً طرقت خلاله جميع الأبواب حتى أثقل الدين كاهلها، وفاض بها الكيل من كثرة احتياجات بناتها الستة، فما من يوم كانت تبيت فيه إلا ودموعها تنزلق ببطىء شديد. استنفذت قواها وأصابتها حالة من الوهن والتعب فلم تكن تقدر على العمل بالبيوت، وفي إحدى الليالي أسودت الدنيا في عيونها وأصابتها حالة نفسية سيئة نتيجة مرورها بضائقة مالية طاحنة وانقطاع أخبار الزوج. انتهت الأم إلى ما فعلت.. حيث قامت بشنق نفسها تاركة بناتها الستة اللاتي جحظت أعينهن وتقطعت أنفاسهن وأطلقن الصرخات المدوية التي رجت أرجاء المنزل ويتجمع الأهل والجيران ليجدوا جسد الأم يتدلى من أعلى سقف الحجرة. تم تحرير محضر بالواقعة وانتقل وكيل النائب العام لمناظرة الجثة وقرر عرضها على الطب الشرعي لبيان ما اذا كان هناك شبهة جنائية من عدمه، بينما أكد والد الزوج في أقواله أن الأم أصابتها حالة نفسية سيئة نتيجة انقطاع أخبار الزوج وعدم استطاعتها على سد احتياجات أو تدبير مصاريف حياتهم اليومية ولم يتهم أحد.