الرجال مواقف.. هناك مثل يقول «تعرف فلان أعرفه عاشرته لا يبقا متعرفهوش»
هذا المثل ما هو إلا كاشف لمعادن الأشخاص حتى لو لم تجمعك بهم أي مواقف إنسانية أو شخصية أو اجتماعية.
لكن حقيقة أنه خلال الأحداث الفائتة فى قريتي الحبيبة« جريس» التابعة لمركز أشمون في محافظة المنوفية أثبت شبابها ورجالها صدق هذا المثل.
فقد أثبت كل رجال القرية صدق حبهم لبعض وصدق مراعاتهم لظروف الآخرين من خلال حادثة «غرق الدكتور محمد وحيد سكر وملازم محمود فهمي ابو شنب».
فقد اجتمع كل ما في قريتي الغالية على قلب رجل واحد خلال هذا الحادث الحزين ولم يغمض جفن لأي شخص فيهم فقد تم اعتبار ان هذان الشابان هما ابناء كل رجال القرية فقد حزن الكل على ما حدث لهم وظلت ساعات البحث عنهم فى ظلمات البحر لاكثر من 24 ساعة وبفضل صدق دعائهم واخلاص بحثهم فقد نجح رجال القرية في العثور على جثمانهم واراد الله ان من يعثر على جثمانهم ليس فرق الانقاذ النهري لكن رجال القرية الذين لم يخرجوا من الماء على مدار اكثر من 24 ساعة كاملة ظلوا فيها في البحر يبحثون ويجوبون ظلمات البحر حتى هداهم الله الى ضالتهم بالعثور على جثامين الراحلين ونحن نعتبرهم عند الله من الشهداء.
أنا لا تجمعنى بهم أي سابق معرفة لكنى حزنت على حزن كل من في قريتي وانتابني شعور بالراحة بعد ان علمت بالعثور على جثمان الراحلين وحمدت الله على العثور عليهم حتى تهدأ نار الوالدان والنار التى اشعلت كل قلوب اهل جريس.
تلك الحادثة اثبتت ان اهالى جريس ما هم الإ عائلة واحدة ، فالشدة تظهر معدن الرجال وانتم فعلا رجال.
فشكرا لأهلي وقريتىي وفخري وعزي «جريس».
