هل تنجح جهود حل أزمة الحبوب الأوكرانية؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت : سميحة شتا

يحبس العالم أنفاسه فى انتظار وترقب لما ستسفر عنه المباحثات الخاصة بالإفراج عن صادرات أوكرانيا من الحبوب فى ضوء الاتفاق المبدئى الذى تم الوصول إليه بين وفدى روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة فى اللقاء الذى عقد فى إسطنبول لإجراء جولة جديدة من المحادثات الخاصة باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا الرئيسى.

على البحر الأسود مع توفير الضمانات الخاصة بعملية النقل.. المؤشرات والتصريحات الصادرة من مختلف الأطراف أكدت أن المباحثات كانت بناءة وإيجابية، وأن هناك اختراقًا كبيرًا لبعض النقاط الصلبة التى عرقلت التوصل لحلول ملائمة خلال الأشهر الأربع الماضية.

وهو ما يمكن البناء عليه لدخول الاتفاق حيز التنفيذ الأسبوع المقبل كما هو متوقع.. حيث يوجد فى أوكرانيا أكثر من 20 مليون طن من الحبوب عالقة فى صوامع ميناء أوديسا من العام الماضي، فيما يتوقع أن يصل إجمالى محصول هذا العام إلى 50 مليون طن أخرى، ما يمثل تهديدًا مباشرًا لتلك الإمدادات الغذائية إذا لم يتم نقلها من مخازنها قبيل حصد المحصول الجديد.

ويهدد خطر نقص الغذاء أفقر مناطق العالم ولا سيما إفريقيا، فقد أعلن وزير الدفاع التركى خلوصى أكار، الأربعاء الماضي، أن هذا الأسبوع سيشهد توقيع اتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية بين أطراف الاجتماع الرباعى الذى عقد فى إسطنبول، والذى ضم تركيا وأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة لمناقشة نقل الحبوب من أوكرانيا.

وأضاف أن الاتفاق يشمل ضوابط مشتركة لفحص شحنات الحبوب فى الموانئ، على أن تضمن تركيا سلامة ممرات التصدير فى البحر الأسود. وستنشئ تركيا أيضًا مركز تنسيق مع أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة لصادرات الحبوب، لافتاً إلى أن «الوفدين الأوكرانى والروسى سيجتمعان هذا الأسبوع فى تركيا.

ويراجعان جميع التفاصيل للتوقيع على الإجراءات التى قمنا بها».. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن تفاصيل الاتفاق الذى تم التوصل له فى تركيا فيما يتعلق بأزمة الحبوب الأوكرانية،حيث تم الاتفاق على إمكانية تصدير الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية بواسطة قوافل ترافقها سفن أوكرانية مع إزالة الألغام بشكل جزئي، ووقف إطلاق النار بينما يقوم الجيش التركي، بفحص السفن الفارغة التى ستصل إلى الموانئ الأوكرانية لنقل الحبوب.


ويرى خبراء أن نزع الألغام من البحر الأسود هو عملية معقّدة قد تستغرق أشهرًا، لكن معالجة أزمة الغذاء العالمية تتطلّب حلولًا سريعة.. أثارت أوكرانيا الآمال فى زيادة صادرات الحبوب، على الرغم من الحصار الروسى لموانئ البحر الأسود، مشيرة إلى أن السفن بدأت فى المرور عبر مصب مهم لنهر الدانوب.

فيما تعمل الأمم المتحدة أيضًا على تسهيل صادرات روسيا من الحبوب والأسمدة.. وتواصل روسيا تصدير الحبوب منذ بدء الحرب، لكن هناك نقصًا فى السفن الكبيرة إذ يخشى العديد من مالكيها إرسالها إلى المنطقة، كما أن تكلفة الشحن والتأمين زادت بشكل حاد.

وتشير واشنطن إلى أن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية لا تخضع للعقوبات، حيث عرضت تقديم تأكيدات مكتوبة لشركات الشحن والدول المستوردة.. وتواجه محادثات اسطنبول تعقيدات بسبب الشكوك المتزايدة بأن روسيا تحاول تصدير الحبوب التى استولت عليها من مزارعين أوكرانيين فى مناطق واقعة تحت سيطرتها.


لكن السلطات الروسية فى مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا قالت ان القوات الأوكرانية تعمدت حرق المحاصيل وتلغيم الحقول والتسبب.. وقد تم شحن حوالى 80٪ من صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئ البلاد على البحر الأسود قبل الغزو الروسي.

ومع اندلاع الحرب فى أوكرانيا، ارتفعت أسعار الحبوب وزيوت الطهى والوقود والأسمدة. وأدى الهجوم الروسى والحصار البحرى إلى توقف الصادرات، مما أدى إلى تقطع السبل بعشرات السفن وبات نحو 20 مليون طن من الحبوب عالقة فى صوامع بميناء أوديسا.. كما أن الحصاد القادم معرض للخطر حيث تعانى أوكرانيا الآن من نقص فى مساحة التخزين بسبب توقف الصادرات.

وحتى إذا تم التوصل إلى اتفاق لاستئناف الصادرات الأوكرانية، يقول دبلوماسيون إن شركات الشحن والتأمين ستطلب بعد ذلك ضمانات لاستئناف التجارة نظرًا للمخاطر فى الإبحار فى المياه الملغومة. كما تخشى أوكرانيا من إزالة الألغام من موانئها لأنها ستجعلها أكثر عرضة للهجوم الروسى من البحر الأسود.

وفى ظل الأهمية الكبرى للدولتين اللتين يعتمد عليهما العالم كمصدر للغذاء، يتطلع كثيرون للاتفاق الجديد لإنهاء حظر الصادرات وتحقيق الأمن الغذائي، واستقرار الأسواق.

اقرأ ايضا |روسيا: الإعلان عن اتفاق نهائي حول أزمة الحبوب الأوكرانية قريبًا