مصر الجديدة:

العلم والدين.. وهذا الحوار العقيم

إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد

دون الحديث عن الذين أهلكونا بالكلام عن أن كل العلوم واكتشافاتها جاءت فى القرآن الكريم، فسؤالى بسيط جدا. أيهما أسبق فى الدنيا، العلم أم الإيمان؟

لقد فكر الإنسان القديم فى الله ويوم الحساب قبل أن يتقدم فى المعارف العلمية.

وحين تطور وعرف البناء والكتابة راح يدون عليها قصص الآلهة القديمة أو قصص الأنبياء فيما بعد.

أفاد العلم والفن فى تثبيت الأديان، وكانت فى أشكالها القديمة، بناء ونقشا ورسما وكتابة، أحد أسباب خلود الدين.

الإسلام جاء فى الجزيرة العربية والعرب يطوفون بالعالم القديم شمالا وجنوبا، ورأوا الديانة المسيحية واليهودية مجسدة فى كنائس ومعابد، وكان بينهم من يعتنقونها أيضا.

فى العصر الجاهلى كان للشعراء الكثير فى وصف الكون والطبيعة فى لغة وجدت طريقها إلى القرآن المنزّل بلغة أهل المكان أو أهل الجزيرة العربية.

لم تكن قصص الأنبياء غائبة عن الكنائس أو المعابد التى يرونها فى رحلاتهم التجارية بالبلاد.

ورغم ذلك كان التوحيد غائبا فى الجزيرة العربية فجاء الإسلام يذكر الناس به. يخرجه من القصص إلى الحقيقة.

جاء الإسلام كغيره من الأديان يذكر الناس بالفضيلة والحق والمساواة وغير ذلك من القيم الإنسانية. وجاءت أحاديث الرسول الكريم تحث على العلم والمعرفة، لأن ذلك هو سبب تقدم البشرية الذى يفهمه أى عاقل، فما بالك بنبيّ.

استمرت العلوم فى تقدمها وتتقدم كل يوم، بينما نحن -المسلمين- تأخرنا حتى عن إنجازنا القديم فيها، لأسباب تتعلق بالسياسة والصراع السياسي، واستخدام الدين فيها باعتباره أسرع فرس يمكن ركوبه، للوصول إلى الأهداف السياسية عبر التاريخ.

هذا أمر مرَّت به أوربا حتى فصلت الدين عن الدولة وتقدمت.

طبعا لا فائدة فى سؤال مثل طالما كل الاكتشافات العلمية فى القرآن فلماذا لم نكتشفها نحن؟

لأن الرد عند من يقولون ذلك من رجال الدين أن الله منح ذلك لأهل الغرب أو الدول الأخرى ليكونوا فى خدمتنا!

وكأن الله كتب علينا الجهل والتبعية. استغفر الله العظيم. النقاش الذى دار أخيرا فى مواقع الميديا حول هذه المسألة، بسبب اكتشاف مجرة فى الفضاء على بعد أحد عشر مليار سنة ضوئية، وأن ذلك فى القرآن الكريم، يعكس كيف استرحنا إلى تخلفنا العلمي.

لماذا حقا نتعب فى النداء بتعليم أفضل وجامعات أفضل ومراكز بحوث أفضل بينما كل ما سيأتى به العلم موجود فى القرآن؟

لا معنى للسؤال عن لماذا لا نعرف ذلك إلا بعد أن يحدث؟

وما الدليل غير كلمات من البلاغة القرآنية فى وصف الكون كانت موجودة من قبل فى الشعر العربي، وكانت هى اللغة التى يفهمها أهل الجزيرة العربية أو أهل اللغة العربية كما قلت.

دعوا القرآن فى مكانه العظيم دينا وضميرا فهو لا يحتاج إلى ما يؤكد قيمته من العلم، لكن يحتاج إلى ما يؤكد قيمته من الأخلاق والضمير.

هذا هو الدين وإن كنت أعرف أنه لا فائدة فى الكلام.