جلال عارف يكتب: لكن فلسطين تبقـى حاضرة!!

جلال عارف
جلال عارف

حوالى ساعتين خصصهما الرئيس الأمريكى بايدن لزيارة مستشفى فلسطين ولقاء سريع مع أبو مازن وربما زيارة لكنيسة القيامة.. وهو ما يعنى أنه لن تكون هناك مباحثات جادة حول القضية الفلسطينية، وإن كانت القضية قد أثبتت أنها عصية على الإلغاء وأنها ستظل أساسا لاستقرار المنطقة أو عدمه رغم كل ما تلقته من ضربات فى سنوات الانقسام الفلسطينى والتراجع العربى.

حتى لو كانت زيارة "بايدن" رمزية وحتى لو اقتصر الأمر على الإعلان عن بعض الدعم للمستشفيات، وعلى استئناف الاتصالات مع السلطة الفلسطينية بعد انقطاع منذ ترامب، وحتى لو بقى الحديث عن حل الدولتين دون ترجمة عملية.. فإن الأساس يبقى فى الاعتراف بأن تجاوز القضية الفلسطينية هو المستحيل.

بايدن يعرف المنطقة جيدا مع سنين طويلة فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى "عضوا ثم رئيسا" ومع عشر زيارات لإسرائيل قبل انتخابه للرئاسة، ومع خبرة طويلة بالشئون الخارجية والصراعات الدولية. ومع ذلك لم ينفذ ـ حتى الساعة ـ ما وعد به من خطوات لتصحيح بعض الأخطاء الأمريكية تجاه فلسطين ولإعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس ومكتب فلسطين فى أمريكا، ولاستئناف التفاوض الجاد من أجل تطبيق حل الدولتين.

وبالتأكيد.. لن يقدم "بايدن" فى زيارته السريعة لأرض فلسطين ما ينتظره الفلسطينيون. لكن الإشارات السياسية هامة، والحضور الفلسطينى سيمتد طوال الزيارة وسيقطع الطريق على كل من يفكر بأن أمن وسلام المنطقة يمكن أن يتحقق مع استمرار الاحتلال الإسرائيلى العنصرى لأرض فلسطين، ومع بقاء القدس أسيرة ومعها شعب بأكمله يطلب الحرية والاستقلال والحقوق المغتصبة.

وقت الرئيس بايدن ضيق، ولكن هل يمكن أن يتسع لدقائق يضع فيها باقة زهور على قبر الشهيدة شيرين أبو عاقلة فى القدس؟
لو فعل ـ ولو محتميا بأنها تحمل الجنسية الأمريكية ـ لكان قد قدم لبلاده أولا، ثم لأمن وسلام المنطقة، خدمة لا تنسى!!