«النداء الأخير»

معتز عبدالمجيد
معتز عبدالمجيد

نيرة فتاة المنصورة التى تعرضت لأبشع جريمة قتل أمام جامعتها وأمام أعين الجميع دون أن يحرك أحد ساكنا وجاء التدخل متأخرا بعد أن سالت دماؤها على الأرض وفاضت روحها الى بارئها لتتركنا فى مجتمع أدمن التشهير وإطلاق الشائعات والخوض فى الأعراض.. رحلت نيرة وتركتنا فى مجتمع يبحث عن الفضيحة والخوض فى سمعة الأبرياء.. مجتمع أدمن السوشيال ميديا واللايك والشير والتريند حتى ولو كان على حساب ضحية لم تقتل فقط بسكين الغدر ولكن قتلت مليون مرة بتعليقات وفيديوهات وصور نشرها «مجرمين الشهرة» على مواقع التواصل الاجتماعي.

حاكموا قاتل نيرة واقتصوا لأهلها بسيف العدالة قبل أن تجف دماؤها وحتى يكون عبرة لكل بلطجى يروع بناتنا ويهدد أمنهن.. حاكموا كل من تاجر بدماء نيرة واستخدم الوازع الدينى ليرهب البنات والنساء ويلصق بهن تهمة إثارة شهوة الرجال..‏ حاكموا كل من نشر تعليقات وحشية تبرر للقاتل المجرم فعلته.. حاكموا كل من قدم البلطجة كنموذج فى مجتمعنا تحت ستار الفن والإبداع.. حاكموا كل من يحاول ان يهدم عادات وتقاليد تربينا عليها وزرعها فينا أجدادنا.. تذكروا ما قاله أمير الشّعراء أحمد شوقى: «وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا».

ويبقى النداء الأخير: عودوا إلى إنسانيتكم.. توقفوا عن العبث بحياة الناس ومستقبلهم وعودوا إلى رشدكم وقبل فوات الآوان وإلا ستندمون على ارتكاب المزيد من الحماقات والجرائم بحق مجتمعنا!