مصر الجديدة:

مهرجان الجونة السينمائى.. لماذا التأجيل؟

إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد

حملت الأخبار منذ أسبوعين تقريبا خبرًا بتأجيل الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائى التى كان مزمعا اقامتها فى موعدها فى أكتوبر القادم. مرّ الخبر كأنه شىء عادى ولم أصادف تعليقات ذات قيمة عليه مما أدهشنى جدا.

تأسس المهرجان عام 2017 بمبادرة من المهندسين سميح ونجيب ساويرس. رأيته منذ بدايته تكملة لإسهامات العائلة فى الحياة الثقافية، فسميح ساويرس هو مؤسس جائزة ساويرس فى الآداب التى بدأت بالرواية والقصة القصيرة ثم اتسعت للنقد والسيناريو والمسرح والكتابة للأطفال للكبار وللشباب وأضاف إليها نجيب ساويرس الشعر العامى. رجال الأعمال الوحيدون من المجتمع الأهلى الذين يساهمون فى إنعاش وتقدم الحياة الثقافية. من يتابع جائزة ساويرس يعرف كيف صارت هذه الجائزة علامة مهمة فى حياتنا الثقافية، بل وأضاف مجلس أمناء الجائزة أخيرا ترجمة العمل الفائز إلى لغة أجنبية هى اللغة الإنجليزية، وهى ما نحتاجه بقوة لأن حياتنا الأدبية فى مصر بها الكثير جدا من الكتاب الرائعين يستحقون الترجمة، وهو الموضوع الذى كتبت فيه كثيرا راجيا أن تتسع ميزانية وزارة الثقافة لذلك كما يحدث فى الدول العربية، وكما يحدث فى الجوائز العربية التى تقترن بترجمة العمل الفائز إلى اللغة الانجليزية التى يمكن بعدها أن تنفتح اللغات الأخرى. رغم أنى لم أحضر المهرجان فى سنواته الست السابقة، إلا أنى أعرف أنه يتكون من ثلاث مسابقات رسمية (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية، ومسابقة الأفلام القصيرة) من مصر وخارجها، ومن ثم ضيوف من كل العالم سواء صانعى أفلام أو ممثلين أو نقادا، وندوات غنية بعد عروض الأفلام، ثم جوائز كبيرة للفائزين فضلا -طبعا- عن اقامة الضيوف وتكلفة حضورهم، وبالطبع تساهم فى ذلك بعض الهيئات والشركات الأخرى ووزارة الثقافة كرعاة مع أسرة ساويرس للمهرجان. فى مهرجان العام الماضى حدثت ظاهرة عجيبة هى انصراف بعض الفنانين عن مشاهدة فيلم «ريش» المصرى الذى فاز بجائزة المهرجان وانتقل الأمر إلى الحديث فى السياسة بلا سبب حقيقى وتلقفت وسائل الأعلام الأمر، مما جعل الناس ينصرفون عن معنى وقيمة الفيلم والمهرجان وصنّاعه وما يتكبدون من أموال، وما يعرض فيه من أفلام عالمية وندوات. أيضا رأى الإعلام صور الفنانات فى ملابسهن أهم من المهرجان بأفلامه وضيوفه وندواته بينما يحدث ذلك فى كل مهرجانات العالم، فلكل مجال أهله وطريقتهم فى الحياة. الآن ومن موقع المهرجان قرأت أن التأجيل سوف يتيح وقتا أكثر لتنظيم فنى أفضل للمرات القادمة، وتقوية دور المهرجان فى لعب دوره القيادى، ومساهمته فى تنمية صناعة الأفلام مصريا وعالميا، وأن لجنة تنظيم المهرجان ستعلن التحضيرات للدورة السادسة فى الشهور القادمة. أتمنى ذلك وأتمنى ألا يكون وراء تأجيل المهرجان شىء آخر لا نعرفه. إن مساهمة المجتمع المدنى فى الثقافة تستحق كل احتفاء. ثم بالله عليكم كم مهرجان لدينا للسينما فى مصر والعالم نحن الذين كنا يوما هوليوود الشرق؟