هذا هو العدل الأمريكى!!

جلال عارف
جلال عارف

لا شىء جديد فى الانحياز الأمريكى الأعمى لإسرائيل ولو على حساب المصلحة الأمريكية نفسها!!.. منذ اللحظة الأولى للإعلان عن تسليم الرصاصة التى قتلت الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة للأمريكيين لاستكمال التحقيق.. لم يكن هناك عاقل واحد داخل فلسطين أو خارجها يتوقع خيراً للقضية أو ينتظر موقفاً أمريكياً ينحاز للقضية أو يدين إسرائيل!!.

وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية التى جعلت السلطة الفلسطينية تسلم الرصاصة القاتلة للأمريكيين أو حجم الضغوط التى تعرضت لها.. فإن أمريكا كانت وفية لموقفها الثابت فى دعم إسرائيل وفى الحرص على ألا تحاسب على جرائمها ضد الشعب الفلسطينى وضد الإنسانية!.

ما قيل عن تعهدات أمريكية بألا تصل الرصاصة القاتلة لغير المختصين الأمريكيين ذهبت أدراج الرياح.. أعلنت إسرائيل بوضوح أن خبراءها قاموا بفحص شامل للرصاصة التى قيل أنها عادت للسلطة الفلسطينية بنفس حالتها وهو قول تحيطه الشكوك المشروعة بعد أن مرت الرصاصة بأيدى الإسرائيليين، وبعد ما أعلنته أمريكا أن خبراءها لم يتمكنوا من تحديد مصدر الرصاصة القاتلة بشكل نهائى رغم الاعتراف بأن إطلاق النار جاء من موقع إسرائيلى (!!) وأن الخبراء قرروا أن الرصاصة أصيبت بأضرار بالغة مما حال دون التوصل لنتيجة واضحة!

مرة أخرى.. لا جديد فى موقف أمريكا المنحاز لإسرائيل. ولو لم تكن شيرين أبوعاقلة تحمل الجنسية الأمريكية لما كان هناك أى تحرك أمريكى فى القضية.
أمريكا - منذ البداية - تعرف الحقيقة كاملة وهى لا تريد إلا إغلاق الملف المزعج للإدارة خاصة بعد تولى التحقيقات المفصلة فى كبرى الصحف ووسائل الإعلام التى تثبت جريمة إسرائيل وبعد أن طالب ربع أعضاء مجلس الشيوخ بتدخل أمريكى فى التحقيقات.. ومع اقتراب زيارة بايدن للمنطقة واحتياجه الشديد لإغلاق الملف بسرعة.

أصدق رد فعل على التواطؤ الأمريكى جاء من عائلة أبوعاقلة فى أمريكا وفى مقدمتهم أخوها.. قال بيان العائلة إن كل الأدلة تشير إلى أن مواطناً أمريكياً تم قتله خارج نطاق القضاء على يد حكومة أجنبية تتلقى مليارات الدولارات والمساعدات العسكرية كل عام لإدارة احتلال عسكرى طويل ومتجذر لملايين الفلسطينيين.

هذه هى القضية التى يتجاهلها بايدن كما تجاهلها من سبقوه فى البيت الأبيض، والتى لم يعد هناك مفر من مواجهتها. ليست الرصاصة هى القضية وإنما الاحتلال ومن يدعمونه ومن يعطونه السلاح ليقتل ثم يحمونه من العقاب!!.