في ذكري ثورة ٣٠ يونيو l موسيقيون .. نور جديد

ثورة 30 يونيو
ثورة 30 يونيو

ندى محسن

طموحات وأحلام عديدة للموسيقيين من أجل النهوض بصناعة الموسيقى في مصر، تلك الأحلام التي لا تعرف قيوداً لكن لم تجد سبيلها في التحقيق على أرض الواقع إلا بعد قيام ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان، وما تبعها من استقرار بل تطورات في كافة المجالات في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. الموسيقيون يكشفون عن أحلامهم التي تحققت بعد الثورة، والأحلام التي مازالوا يطمحون لتحقيقها.

في البداية يقول الشاعر الكبير بخيت بيومي: “عشنا وعاصرنا 8 سنوات مليئة بالإنجازات والأحلام المؤجلة التي تحققت مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم مصر بعد ثورة 30 يونيو التي أعتبرها واحدة من انتصارات القرن الـ 21، انتصرنا فيها على الجهل، الخراب والدمار والفشل في إدارة البلاد خلال فترة حكم الإخوان، وجلست ذات يوم أتخيل ماذا كان سيحدث في مصر إذا لم يتول الرئيس السيسي حكم البلد، وكتبت قصيدة بعنوان “لو مكنش ظهر السيسي” يقول مطلعها: “شهادة لوجه الله ورسوله وأحلف حتى بألف يمين.. كان هيجرى إيه في بلدنا من الخونة والملاعين.. لو مكنش ظهر السيسي وقامت ثورة يوم 30.. كنا تُهنا وجوعنا وضعنا.. في سوق الخونة كُنا إتباعنا.. وهدوا بيوتنا ونسفوا شارعنا.. واتفرقنا شمال ويمين.. لو مكنش ظهر السيسي كانت أحلامنا كلتها العِتة.. ومكانوش قاموا شباب الحتة.. صحوا الدنيا في 30/6.. وكنا فضلنا كلنا نايمين.. لا كُنا بنينا ولا علينا ولا وقفنا على رجلينا.. وكانوا دفنونا في صحراء سينا.. وعملوا الميتم في فلسطين.. وكُنا غرقنا في بحر سكوتنا.. وعشنا يا عيني مكتوم صوتنا.. وكُنا كمان نستاهل موتنا عشان عن مصر مدافعناش.. الموت يجري واحنا بنجري ونفضل نجري ميلحقناش ومنعرفش رايحين على فين.. لو مكنش ظهر السيسي وقامت ثورة يوم 30”.

ويضيف بيومي قائلاً: “أتمنى من الرئيس عبد الفتاح السيسي رعاية المواهب الشابة وتقديم لهم الدعم والمساندة، فمصر مليئة بالمواهب لكن بحاجة لمن يكتشفها ويقدمها للجمهور، وأتمنى أيضاً أن يعود قطاع الإنتاج بإتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى الواجهة من جديد ليفرز لنا مواهب وأعمال فنية تستحق الالتفات إليها، كما أتمنى أن نضع مقاليد الفن في أيدي مَن يخلص له ويرعاه حباً فيه، إذ إن الفن يلعب دوراً مهما في بناء المجتمع، ويصيبني الحزن عندما أراه يتحول إلى تجارة”.

ويقول الموسيقار هاني مهنى: “شهدت فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي إنجازات وتطورات في العديد من المجالات المختلفة، تلك الانجازات والاستثمارات التي لا حصر لها لم تشهدها مصر قبل 60 عاماً من الآن، ولم نكن نحلم بها أو نُصدق إمكانية تحقيقها على أرض الواقع لذلك لابد أن نلقي تحية شكر إلى الرئيس على مجهوداته المتواصلة للنهوض بالدولة، فقد عبرنا في عهده إلى النور بعد فترة الظلام الدامس التي حلت بجموع المصريين خلال فترة حكم الإخوان، لذلك أطلق عليها ثورة “النور”.

ويضيف مهنى: “أتمنى أن نعود في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العصر الذهبي للموسيقى والغناء، وأقصد به العصر الذي كانت تتولى فيه الإذاعة المصرية إنتاج جميع الأعمال الغنائية التي مازال صداها يدوي حتى اليوم، ورغم مرور سنوات طويلة على صدورها إلا أننا مازلنا نسعد بسماعها وبتواجدها القوي، إذ إن الإذاعة تمتلك رصيدا من الأعمال أعتبره “كنزا” حقيقيا لمصر، فالدولة قديماً كانت تُنتج القصيدة والأعمال الوطنية التي إفتقدنا سماعها اليوم بسبب سيطرة القطاعات الخاصة على الإنتاج، ولها العذر في عدم إنتاج تلك النوعية من الأعمال لأنها مجازفة بالأموال، لذلك أتمنى عودة إنتاج الدولة حتى نواجه موجة الفن الهابط، ونرقى بفن يليق بالمجتمع المصري”.

ويستكمل قائلاً: “أناشد أيضاً وزير التربية والتعليم د. طارق شوقي بضرورة الاهتمام في المدارس بمادة التربية الفنية أو الموسيقية، واعتبارها مادة أساسية تُضاف إلى المجموع الكُلي للطلاب، فمادة التربية الموسيقية لا تقل أهمية عن باقي المواد الدراسية الأخرى، فهي أساس بناء انسان سوي، وأؤكد أن الاهتمام بها سينشئ أجيالاً لديها نزعة فنية، مُثقفة، واعية، وسوية بعيدة كل البعد عن الفكر التطرفي والإرهابي”.

“كنت واحداً من ضمن المتظاهرين بثورة 30 يونيو”، بهذه الكلمات يبدأ الموسيقار منير الوسيمي حديثه قبل أن يُضيف: “كُنت مُستاء كجموع المصريين من الوضع الإقتصادي، الإجتماعي، السياسي، والفني السئ الذي وصلت إليه مصر في عهد الإخوان اللذين حَل الخراب والدمار على أيديهم، لذلك خرجت مُطالباً بتنحيهم عن الحكم، وبفضل الله ثم مجهودات الرئيس عبد الفتاح السيسي عبرت مصر من الكبوة، وعاد الاستقرار والأمان لجموع المصريين، بل شهدنا إنجازات وتطورات اقتصادية لم تحدث منذ 70 عاماً، وأولى الرئيس اهتماماً خاصاً فيما يتعلق بالبنية التحتية من تطوير الطرق وإنشاء كباري، وعمل توسعات فيما يخص خطوط مترو الأنفاق والسكة الحديد، فضلاً عن الاهتمام بأزمة المياه والكهرباء”.

ويضيف الوسيمي: “أرجو من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يُولي إهتماماً أكبر بالفن والثقافة الذي يُمثل القوى الناعمة لمصر، فالفن سلعة استراتيجية لا تقل أهمية عن أي مجال آخر، وبناء الإنسان السوي لن يتحقق إلا بالفن الجيد، وذلك عن طريق عودة قطاع الإنتاج بإتحاد الإذاعة والتليفزيون للقيام بمهامه وتصحيح مسار الإنتاج في مصر ووضعه على الطريق الصحيح، فضلاً عن استغلال كِبار مُبدعي مصر من شعراء وملحنين وموسيقيين ومؤلفين ومخرجين في إنتاج أعمال غنائية وفنية ذات قيمة، تلك الأعمال التي كانت مصدر دخل لمصر قديماً، كذلك أرجو منه الاهتمام بحقوق الملكية الفكرية، وضمان عودة المستحقات إلى أصحابها، والتي إن تحققت ستعمل بدورها على تنشيط عملية الإنتاج في كافة أنواع الفنون سواء الموسيقية، السينمائية، التليفزيونية، والمسرحية، وهو ما سيكون له تأثيراً قوياً على الاقتصاد المصري”.

وعن الأحلام التي يطمح الوسيمي بها: “أحلم بعرض أوبرا “علي بابا والعصابة” -والتي انتهيت من تأليفها مؤخراً- على مسرح دار أوبرا العاصمة الإدارية الجديدة، وأن يكون السبق لبلدي في عرض ثاني أوبرا عربية بعد النجاح الكبير الذي حققته أوبرا “طرح البحر” من تأليفي أيضاً، والتي تم عرضها قبل عامين بدار الأوبرا السلطانية بسلطنة عمان”.

أما المايسترو نادر عباسي يقول: “أحد أهم الأحلام التي تحققت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي هو بناء دار الأوبرا الجديدة بالعاصمة الإدارية والتي بدورها ستعمل على توسيع قاعدة الأنشطة الثقافية في مصر، وآمل أن نتوسع في بناء عدد كبير من المسارح في كل محافظة من محافظات مصر”.

ويضيف: “ثورة 30 يوينو أفرزت أجيالاً لديها موهبة حقيقية، وأظهرتهم للنور حتى وإن لم تكن تلك المواهب درست الموسيقى دراسة أكاديمية، وأؤكد أن هذه الطفرة حدثت أيضاً في مجالات عديدة أخرى بحكم عملي فيها كالرسم، التصوير، الأدب، كما أصبح هناك حرية أكبر لدى جموع الموسيقيين بالاشتراك في نشاطات فنية أخرى بعيدة عن دار الأوبرا المصرية، وكل شخص أصبح يسعى بكامل جهده لإثبات تواجده وذاته في مجاله”.

أما عن الأحلام التي مازال يطمح لها يقول: “أتمنى أن يحصل كل شخص مشهود له بالكفاءة على المنصب أو المكانة التي يستحقها، والتأكد من أن الأشخاص التي تتولى المناصب لديهم المقومات التي تسمح لهم بأن يكونوا قادة حتى لا تواجهنا أزمات أو مشاكل من أي نوع وهذا ما يحدث نتيجة ضعف الخبرة لدى البعض وخاصة في مجال الموسيقى الكلاسيكية”، كما أتمنى أن نتخلص من عقدة “الخواجة” بعدم تفضيل الموسيقيين الأجانب عن المصريين، وأتمنى أيضاً أن نفتح الفرصة والمجال أمام المواهب الشابة بشكل أكبر”.