هاجر علاء عبدالوهاب
معرض فريد من نوعه بمجمع الفنون بالزمالك (قصر عائشة فهمى)، حيث يقام امعرض الفن المصرى فى عشرينيات القرن الماضىب، الذى يعد بمثابة بانوراما لحقبة عشرينيات القرن الفائت، ويضم نحو 90 عملا فنيا لـ20 فنانا مِمَنْ شكلّت أعمالهم ملامح تلك الفترة المهمة من مسيرة الفن المصرى.
المعرض الذى يستمر حتى مطلع أغسطس المقبل، يضم نماذج من مختلف ألوان الإبداع التى تم إنتاجها خلال عشرينيات القرن الماضى، تلك الفترة الغنية التى شكلت هوية ووجدان الإبداعات الفنية المصرية، حيث إنها تمثل فترة زمنية مميزة فى تاريخ الفن المصرى الحديث التى تخطت 100 عام التى شهدت أحداثا وتحولات سياسية واجتماعية، متعددة مثلت مرحلة جديدة فى عمر الوطن، إلى جانب الاتصال بالثقافة الغربية والاطلاع عليها، ما أدى إلى ترسيخ الهوية الفنية.
ويقدم المعرض نماذج مختارة من الإنتاجات الفنية التى شهدتها تلك المرحلة الاستثنائية، فهى مرحلة التكوين الفعلى فى بناء الفن المصرى الحديث والقاعدة التى ارتكزت عليها الأجيال المتتالية، وتحمل فى ذاكرتها رموز تلك الفترة التأسيسية.
ويتضمن المعرض مختارات من أهم أعمال رائد فن التصوير المصرى المعاصر محمود سعيد والنحات الشهير محمود مختار والفنان راغب عياد ويوسف كامل وجورج صباغ ومحمد حسن وإيمى نمر وسوزان عدلى وشعبان زكى وآخرون من نجوم تلك الحقبة الذهبية من تاريخ الفن التشكيلى المصرى.
ويعد المعرض بمثابة مرجع للباحثين والدارسين للفن التشكيلى، حيث تميزت معارض مجمع الفنون بنزعة تثقيفية شاملة تبرز جوانب القوة فى تيارات الفن التشكيلى المصرى المختلفة بهدف تعريف الأجيال الجديدة بمراحل تطور هذا الفن ونقاط القوة التى تميزه.
فنجد أعمال الفنان الكبير محمود سعيد التى ارتبطت بوجود جاليات أجنبية متنوعة فى مصر وقتذاك، حيث تَشكَّل وجدانه، وظهر ذلك فى أعماله التى تأثرت بهذه الفترة الزمنية، بينما تظهر أعمال المثّال محمود مختار براعته، حيث استوحى أعماله من التراث الفرعونى فى تفاصيل منحوتاته وتجسيد الفلاحة المصرية تعبيرا عن الهوية المصرية، كذلك اختار راغب عياد موضوعات لوحاته من الريف والأحياء الشعبية والأسواق متحررا من قواعد الفن الأكاديمية التى درسها فى إيطاليا.
وإجمالا تبرز هذه الأعمال تحررها من القواعد الأكاديمية فى الفن التشكيلى ومثالياتها ليظهر كل فنان بصمته الخاصة والمميِزة له سواء فى النحت أو التصوير.
