إنها مصر

نيرة وشيماء وآمال ماهر

كرم جبر
كرم جبر

أدعو بالرحمة والمغفرة لـ "نيرة" و"شيماء"، وطول العمر لـ "آمال ماهر"، فالثلاثة كن أبرز القضايا التى شغلت الرأى العام الأسبوع الماضي، ولا يمكن أبداً تجاهل اهتمامات الناس، فى زمن السوشيال ميديا، والفضاء الإعلامى الفسيح اللامحدود.

لا يمكن أن تحدد أجندة اهتمامات الناس، أو تفرض عليهم موضوعاً دون آخر، وصعدت هذه الموضوعات على الأسعار والحرب الأوكرانية الروسية، وغيرها من القضايا التى يرى البعض أنها أكثر أهمية وجدية، وتصدرت البوستات والتعليقات والآراء، وشارك فيها عشرات الآلاف من المتابعين.

فى رأيى أن الموضوع المهم هو الذى يهتم به الناس، وسر الاهتمام بالنساء الثلاثة، هو رفض الظلم والحرص على العدالة السريعة، ونبذ النفوذ والسطوة والتفرقة بين الناس، والإحساس بأن كل واحدة منهن تعرضت لظلم مع اختلاف الظروف.

كان طبيعياً أن تهدأ الخواطر ويستقر مزاج الرأى العام، بعد الإجراءات السريعة والحاسمة التى اتخذتها النيابة العامة فى قضيتى "نيرة" و"شيماء"، لتثبت أن القانون هو الدرع التى تحمى الجميع، ولا يتأثر أبداً بدفاع ملتو فى قضية نيرة أو نفوذ قاض فى قضية شيماء، بل صار ذلك من أسباب العدالة الناجزة.

أما قضية آمال ماهر فينطبق عليها نفس الشعور، وبأنها تعانى ظلماً وقهراً، وتزايدت الهواجس فى ظل اختفائها وصمتها، فزادت رغبة الناس فى الاطمئنان عليها ومساندتها، دون البحث عن الأسباب الحقيقية لذلك، المهم أن تظهر للناس، وحسناً كان رد فعل ظهورها رغم بعض التشكيك، وهدأت مدفعية الشائعات حتى إشعار آخر.

فى عصر السوشيال ميديا لن تستطيع أن تغلق الأفواه، ولكن أن تصحح ما تتفوه به، بالمكاشفة والمصارحة والشفافية والوضوح، فالصمت لن يكون أبداً من ذهب ولا فضة ولا حتى صفيح، والكلام الحقيقى والعاقل والموزون هو الحل.

ولكن الخطر الكامن هو إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والانسياق الجارف وراء الشائعات، وهو ما دفع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى التحذير من استباق نتائج التحقيقات والمحاكمات، ومن انتهاك الخصوصية واقتحام حرمة الحياة الخاصة، والخوض فى السمعة والسير والأعراض، وتخيل أن ما تكتب عنه قريب أو قريبة لك.

أتعاطف مع أهالى وأقارب "نيرة" و"شيماء" وهم يناشدون بعدم نشر الصور المسيئة والأخبار غير الصحيحة، وإن كنت أعتب عليهم فى الحرص على الظهور المكثف، والإدلاء بأقوال وتصريحات كان ينبغى الامتناع عنها.