د. احمد صفوت يكتب ..كمل جميلك يا معالي الوزير

د. احمد صفوت
د. احمد صفوت

 كما غني الراحل شهاب حسني  " وانا ماشي في مره صدفة بصيت لقيتها واقفة "  هذا ما حدث معي في احدي شوارع منطقة المقطم وإذ بسيارة صغيرة الحجم مدهشة في الأداء تقف بجوار الرصيف وتشفط القمامة بسرعة وقوة منقطعة النظير رغم حجمها الصغير الذي لا يعيق المرور مثل سيارات القمامه الكبري التي اعتدناها... وبحس الصحفي توقفت بسيارتي وذهبت للتحدث مع سائقها فابهرني بتصريحاته مما جعلني ابحث عن اصل الحكايه فيما بعد .

فقد علمت منه أن هذه السيارة "اللهلوبة" هي من احدث سيارات شفط القمامة وتنظيف الشوارع علي مستوي العالم وانها تتبع محافظة القاهرة وانها تعمل بعاملين فقط ولا تحتاج الي كوادر بشريه .. فقمت بتصوير السيارة فيديو وفوتوغرافية بهاتفي المحمول وبدأت رحلتي الصحفية بالتحدث الي بعض القيادات في محافظة القاهرة و هيئة النظافة وشاءت الاقدار ان يتم استضافتي في نفس التوقيت علي شاشة القناة الثانية وبعدها بأيام علي شاشة القناة الثالثة بالتلفزيون المصري ليكون موضوع الحلقات عن مغامراتي مع "اللهلوبة"

وبعد البحث والتحري علمت بان هذه السيارات تم التعاقد مع وكيلها في الشرق الأوسط لتوريد عشرة سيارات لمحافظة القاهرة بشكل مبدأي من الحجم الصغير ثم توريد  الحجم الأوسط ثم اكبر حجم والجديد بالذكر انه يتم الان تسعير طن القمامة بشكل رسمي نظرا لان هذه السيارات سيتم منحها لشباب علي ان يتسلم كل سيارة اثنان فقط من الشباب وتقوم الهيئة بالتنسيق مع المحافظة التابعة لها تحديد مكان عمل كل سيارة والتعاقد  مع احدي البنوك الكبري لتقسيط هذه السيارات لمالكيها علي ان يلتزم الملاك بجمع عدد معين من القمامه للمحافظة يوميا بحد ادني بحيث ان تقوم المحافظة بتسديد قسط السيارة وصرف راتب شهري لمالكيها حتي تنتهي الأقساط وتصبح السيارة مملوكه لهؤلاء الشباب ويصبح قيمة القمامه المباعه للمحافظة من حقهم بالكامل ...

والحقيقة ان هذا الأمر مفرح للغايه ففي المقام الأول ستحقق هذه السيارات دخل قومي للدولة من خلال إعادة تدوير القمامة تحت مظلة الدولة وهو امر غاية في الاهميه والأمر الاخر معالجة مشكلة البطالة لدي الشباب وكذلك القضاء علي مهنة التسول التي ملأت الشوارع من خلال من يرتدون ملابس عمال النظافة والتسول بها كما علمت انه هناك زي جديد للعاملين بالنظافة ومن ينتحل شخصيتهم يتم القبض عليه فورا .. وأهم امر لانغفل عنه هو القضاء علي كارثة انتشار القمامة وماتسببه من اخطار جسيمة بالتزامن مع مؤتمر المناخ القادم لان القمامة تمثل جزا كبير من انتشار الابخر السامه... ولاينقصنا الان الا ان يخرج علينا وزير التنمية المحلية بمؤتمر يعلن فيه عن هذا الإنجاز وكيفية الالتحاق بالعمل لدي الشباب ...

وقد تردد مؤخرا ان الوكيل لهذه السيارات يستعد لعقد مؤتمر بالتنسيق مع محافظتي القاهرة والجيزة وهيئات النظافة التابعة لهما تحت رعاية السيد معالي الوزير اللواء محمود شعراوي واتمني ان يحدث هذا الأمر قبل مؤتمر المناخ المنعقد في نوفمبر المقبل في مدينة السلام شرم الشيخ