عبد الخالق كيطان يكتب : قصيدتان

عبد الخالق كيطان يكتب :  قصيدتان
عبد الخالق كيطان يكتب : قصيدتان

إلى مقداد عبد الرضا
فى الطابق الأوسط بين الأرض والسماء رأيت رأسك يطل من خلف الحائط. هل كنت تصور فيلما؟ ام أنه حضور مباغت فى عرض يخرجه صاحبنا المهووس بالموت؟ لقد تكاثرت النفايات فى الجوار. كثر العفن أيضا. حملة الرماح بلا خوذ تقيهم الهجمات المتلاحقة. رأيت عينيك حينها تومض. نسيت كل ما عرفته عنك فى سنوات طويلة، وبقيت مشتتا فى هذا المشهد السوريالى. 


المهنة تغيرت. تم غزوها من قبل ممثلين صغار، ولكنهم شاطرون بالرقص. لم يبق أحد من الذين تعرفهم. صحيح، أين ذهبوا؟ فى زيارتنا الأخيرة للمسرح بحثنا عن صديق ثالث. لم نجده. ما الأمر؟ هل يعقل أن المسرح الذى كنا اعتدناه أغلق إلى الأبد؟


والشاعر الرقيق، الذى يطيل الوقوف إلى جانب عمود فى شارع الرشيد، هل تركناه للأقدام الغاضبة، والحافية؟
الشاعر والمسرح والطابق الأوسط… حضروا جميعا فى هذه اللحظة التى انهار فيها جدار كنا تتكئ عليه.
على مرمى حجر
مع أول الفجر
تدلى الحبل حتى وصل يدى
ثم سمعت صوتا يحثني
كانت روحى على الدوام تشتكى

ولد أنهكه العوق
حتى لسانه عاجز
قال لى مرة: 
أنا حبيس فى هذا الجسد اللعين.

الهوية قد تكون عبئا كذلك.
لقد أصبحت هائما منذ خرجت من المنزل الأول.

كان أبى عارفا
ولقد عرفت لاحقا أن الآباء كلهم عارفون.
أغلق باب المنزل بالأقفال.
ولكننى هربت.
وها أنا الآن أدفع ثمن هروبي.

أمسكت الحبل بقوة.
كان شديدا. مفتولا. وبلا نهاية.

العبور إلى الجهة الثانية لم يكن صعبا قط.
أمسكت بالحبل..
ورويدا بدأت الصعود.
الخلاص يكمن فى هناك.

اقرأ ايضا | ناتاشا دوروفيكوفا: الرومي لا يزال الشاعر الأكثر مبيعا في أميركا