فى الشارع المصرى

مصر.. وطن يعيش فينا

مجدى حجازى
مجدى حجازى

وصلتنى رسالة من المستشار دكتور محمد فكرى؛ جاء فيها: 
(كثيرًا ما أتأمل أولادى الصغار وأصدقاءهم بما يفعلون ويتصرفون أثناء تواجدهم مجتمعين فى كثير من المناسبات والتجمعات، حيث يلعبون أو يشاركون فى الحفلات المدرسية أو يمرحون فى أعياد ميلاد رفاقهم أو يحتفلون بالأعياد الدينية أو يذهبون إلى الحدائق فى عطلاتهم يتنزهون، وغير ذلك.. وسرعان ما يذهب خيالى إلى المستقبل القريب، حيث يحين وقت تسلمهم راية الأيام ومسئولية السعى فى دوامة الحياة، ونبدأ نحن الآباء والأمهات مرحلة جديدة من مراقبتهم والتمتع بالنظر إليهم وقد اشتد عودهم، وحينها نحدث أنفسنا: «إنهم بناة الغد، وثروة مصر الحقيقية لصياغة مستقبلها، والأمناء على حفظ مكانتها بين الشعوب، ووقودها وحصنها ودرعها، فمنهم من سيصبح طبيبًا أو مهندسًا أو ضابطًا أو قاضيًا أو صانعًا أو رجل أعمال، ومنهم من سوف يتقلد الوظائف العامة، وكذلك الوظائف القيادية»..

وتتزاحم الأحداث وتستعرض ذاكرتى تاريخ شعب مصر العظيم على مر العصور، لتتجسد فى وجدانى عبقرية الشعب والوطن، وما لهما من بريق معدن أصيل يبزغ وقت الأزمات، حيث تتكاتف الجهود وتجتمع من أجل هدف واحد هو حماية مصر وسلامة أراضيها..

من أجل ذلك بات لزامًا علينا أن نحسن إعداد أبنائنا للمستقبل، ويجب على كل منا الحرص على زرع الانتماء فى كيانهم، وتربيتهم على حب الوطن، حتى يكونوا أقوياء زادهم الوعى الناضج وتحمل المسئولية.).. «انتهت الرسالة». 

وحيث إن المستشار دكتور محمد فكرى نبه إلى حتمية الاهتمام بتنشئة الأبناء، والتدقيق فى الإعداد إليها، وحشد طاقة مؤسسات الدولة، بشراكة إيجابية ومسئولة من جميع أبناء الشعب على اختلاف ثقافاتهم، وتنوع مستوياتهم الاجتماعية وهياكلهم المجتمعية.. فإنه يعيد للذاكرة قول مكرم عبيد وزير مالية مصر الأسبق ومن أبرز مفكريها فى الخمسينيات، حينما قال عبارته الشهيرة: «مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا»، وهى العبارة التى كان يرددها الراحل البابا شنودة، وفيها تعظيم لقيمة الانتماء، حتى يكون لمصر شعب متحضر يواكب احتياجات الجمهورية الجديدة.. حفظ الله مصر شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.