سنوات من عشق الفن.. محترفون وهواة

سنوات من عشق الفن | محترفون وهواة
سنوات من عشق الفن | محترفون وهواة

فى القسم الخاص باللوحات المصرية نجد زيادة نسبية فى المعلومات الشخصية وراء بعض الأعمال، ربما لأن الحالة الفنية هنا أكثر التصاقا بجامعى الأعمال، ولانخراطهما فى الحالة قربا ومعايشة بالنسبة لسلماوى وممارسة أيضا بالنسبة إلى نازلى.

 

 

 

فى معرض الحديث عن لوحة «الثورة» لعادل ثابت يقول سلماوى «عند إقتنائى لأى عمل فنى أحاول كلما استطعت زيارة الفنان فى مرسمه والتعرف على مجمل أعماله، وعدم الاكتفاء بما يقدمه فى كل معرض على حدة».

ترى ماجدة أن القيمة الفنية لهذه المجموعة تكمن فى «تمثيلها لتاريخ حركة الفن المصرى من بداية إنشاء مدرسة الفنون الجميلة التى أسسها الأمير يوسف كمال فى أوائل القرن العشرين بدرب الجماميز وحتى جيل الشباب فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين».


والمجموعة تضم أعمالا من فترة الأربعينيات لأعضاء من جماعة الفن المعاصر، ثم من جيل الستينيات، وصولا إلى أجيال الشباب، وربما هذا ما دعا ماجدة إلى وصف هذه المجموعة بأنها ذاكرة للمشهد التشكيلى المصري، فمن خلالها يمكن وضع تصور ولو كروكى لملامح هذه الحركة والتطورات التى طرأت عليها.


لدينا فى هذه المجموعة لوحة لماجدة سعد الدين، ولوحة لنازلى مدكور، وأخرى مهداة إليها من عفت ناجي، وأيضا أول لوحة اشترتها وهى بعد طالبة بالجامعة وذلك أواخر الستينيات، وهى لوحة للفنانة ليلى عزت.

ولهواة المقارنة بين الأزمنة وتتبع التغيرات والصعود والهبوط الحضارى ربما يهمهم معرفة أنه فى ذلك الوقت كان يقام «معرض سنوى بقاعة الغرفة التجارية بميدان باب اللوق يعرض فيه الفنانون بشكل منتظم أعمالهم بأسعار فى متناول الجميع». 


إذا سيطر علينا منهج المقارنة فربما نسارع بالحكم بأن القسم الخاص باللوحات الشخصية ليس بالثراء الذى عليه قسمى اللوحات العالمية والمصرية، لكن المؤكد أنه يضم بعضا من البورتريهات المتميزة والتى ينطبق عليها وصف ماجدة سعد الدين «ما يجمع بين وجوه هذه المجموعة هو شفافيتها التى لا تتوقف عند المعالم الخارجية للوجوه المصورة وإنما تغوص فى أعماق الشخصية مصورة لنا مكنونات النفس التى قد لا تتبينها إلا عين الفنان التى قد تقدم لنا ما لانراه بأعيننا».


يضم هذا القسم بورتريهات شخصية لسماوي، نازلى مدكور، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، أسمهان، أم كلثوم.أما ما يبدو مثيرا بشكل خاص فهو ذلك القسم المخصص لأعمال غير التشكيليين و «تضم أعمالا لأسماء معروفة تنوعت مجالات عملها ما بين الشعر والأدب والصحافة والموسيقى والإخراج السينمائى والتمثيل».


يفتتح هذا القسم عمل « العاشقين» للشاعر الفرنسى والكاتب المسرحى جان كوكتو ، والمعلومة التى ينقلها الكاتب لقارئه أن كوكتو زار مصر فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن ال20 والتقى طه حسين، وأصدر كوكتو كتاب عن زيارته تحت عنوان «معلش» ولم يتم ترجمته بسببه تناوله للبغاء الذى كان منتشرا وقتها.


يضم القسم كذلك لوحة للكاتب السعودى عبد الله باخشوين، وثلاثة أعمال للكاتب المسرحى والباحث فى التراث الشعبى شوقى عبد الحكيم، وأيقونة قبطية لإدوار الخراط التى مضت على غرار أعمال الأدبية فى المزج «بين الرمزية والأسطورية».


وتتنوع أعمال غير التشكيليين لتضم عملين لمصمم الرقصات اللبنانى وليد عوني، والكاتب الصحفى كامل زهيري، والكاتب الصحفى جمال فهمي، عبد المنعم مدبولي، أحمد مظهر، معالى زايد، فاطمة ناعوت، صلاح جاهين، هالة نعمان عاشور، طارق شرارة، وينتهى القسم بلوحة لوالدة سلماوى والتى «لم تقم أى معارض للوحاتها رغم أنها كانت فنانة بالسليقة، تركت له ولإخوته عددا من اللوحات يعتزون بها».  


وتضم مقتنيات سلماوى ونازلى مجموعة متميزة بالفعل فى مجال النحت والخزف سواء كانت مصرية أم عالمية وهذه تبدأ بتمثال «القارئة» لروجيه لانجفان أحد أشهر المثالين الكنديين المعاصرين. ويبدو لافتاً طريقة تصفيف شعر القارئة على الطراز الفرعونى وقد أجاب صاحب التمثال عن تساؤل لنازلى مدكور فى هذا الشأن بأنه قصد هذا «ليذكر بعلاقة الإنسان بالقراءة والممتدة تاريخيا وجغرافيا». 


ومن بين المقتنيات النفيسة ثلاثة ثماثيل لمحمود مختار، أولها تمثال «الفلاحة» والموقع بيده وكانت النسخة الوحيدة منه هى تلك التى تملكها عائلة سلماوي، لكنه فى 2014 قام بصب نسخة برونزية منه وأهداها إلى متحف مختار لتكون متاحة للمواطن المصرى.

وتتنوع أعمال النحت والخزف بصورة تدعو إلى الإعجاب بهذا الافتتان بالجمال والفن الذى يقف وراء جمعها، وعدم التوقف عند مدرسة بعينها فمن جمال عبد الناصر ومأمون الشيخ وطارق الكومى ثلاثة من أبرز النحاتين المصريين المعاصرين، إلى الفنان الفرنسى ديجا وتمثاله «راقصة الباليه ذات ال14 عاما، والذى أثار جدلا عند عرضه أول مرة عام 1881، ثم الفرنسى ألبير إرنست كارييه الذى كان أستاذ مثال فرنسا الكبير أوجوست رودان.


أما ذلك التمثال البرونزى الذى يصور وجه فتاة فيستدعى التوقف عنده والمقارنة، مجددا، بين الكيفية التى بدأنا بها وما آلت إليه أحوالنا الفنية فى مجال صنع التماثيل، فالتمثال المنجز فى المسبك الفنى لمدرسة الصناعات الزخرفية (إحدى المدارس التى أقيمت فى العصور الخديوية وتم دمجها بعد ذلك مع بعض مدارس الصناعات السلطانية المماثلة لتصبح كلية الفنون التطبيقية). لا تملك مع تأمل التمثال إلا مشاطرة سلماوى رأيه «تشير دقة التمثال غير الموقع إلى المستوى الراقى الذى كان عليه المسبك الخاص بالمدرسة، كما تشير روعته الفنية إلى الموهبة التى كان عليها طلبة المدرسة فى ذلك الوقت». 

اقرأ ايضا

 افتتاح معرض «حكايات تزجة» لطلاب فنون تطبيقية بنها