إنها مصر

سكت الكلام !

كرم جبر
كرم جبر

 بعد مباراة كوريا التى هزمنا فيها بأربعة أهداف مقابل هدف واحد: سكت الكلام !

 فلا معنى لتقطيع إيهاب جلال، ولا للهجوم العنيف على اللاعبين، ولا المقارنة مع الفريق الكورى، ولا نصب المشانق وتصفية الحسابات، أو إيجاد مبررات كاذبة.

كل شيء كان متوقعاً، ويبدو أنها خطى كتبت علينا ومشيناها، ابتداء من الاختيار الخاطئ، حتى التصريحات العشوائية ومحاولات تبرئة النفس.. سكت الكلام ولا يفيد البكاء على اللبن المسكوب.

المطلوب هو وقف الفتن، خصوصاً فى مباراة الأهلى والزمالك الأحد القادم، ولو فعلها الاتحاد بموافقة الناديين، فالتأجيل أفضل حتى تهدأ النفوس.
 وإذا لم يحدث، فالمطلوب الاحتكام للعقل والهدوء، وعدم إثارة الجماهير أو التنابز بالشتائم، والمسئولية الكبرى على وسائل الإعلام والنقاد الرياضيين حتى تمضى الأزمة بسلام.

أما عن المنتخب وهو الأهم، فالمفترض اختيار مدير فنى أجنبى على مستوى رفيع، وأن تكون له خطة للنهوض بالكرة، مشفوعة بجدول زمنى، وأن يكتفى الاتحاد وأعضاؤه بالصمت والسكوت، ويمارسون دورهم فى مراقبة تنفيذ الخطة المتفق عليها، ومدى تحقيق نتائجها.

●●●

اتحاد الكرة.. أى محاولة لتجميل صورته بالندوات أو المؤتمرات أو التصريحات، هى إهانة لمشاعر الجماهير الغاضبة، التى فُجعت مرتين، فى الأداء الهزيل للمنتخب، وفى التصريحات الاستفزازية لأعضاء الاتحاد.. إصلاح كرة القدم يبدأ بمكافحة المصالح الشخصية.. أما أن يعقد مؤتمر يتصدرون فيه الصفوف لتقديم المدير الفنى الجديد وركوب الأزمة، فهذه دعوة تصدم الجماهير، الذين يريدون رحيلهم.

●●●

أيها المتشددون، كونوا مع المرأة ولا تكونوا عليها، دافعوا عن حقوقها ولا تنتقصوا منها، اهتموا بعقلها وعلمها وعملها، وليس جسدها وغريزتها وأنوثتها، فالحياة ليست مجرد غرفة نوم كبيرة مليئة بالنساء والعطر والأنوار الخافتة، وإنما تعب ومشقة وشمس حارقة، والنساء يقمن بأعمال منزلية شاقة منذ الصباح حتى المساء، وتذهب المرأة لعملها لتساعد زوجها فى تحمل نفقات المعيشة وغلاء الأسعار الرهيب.. المرأة ليست مجرد دمية ملفوفة فى علبة حمراء، يفتحها الرجل ليلاً ليطفئ شهوته ثم يعيدها فى الصباح، إنهن شركاء الحياة وصنّاع الرجال وسر الوجود، فارحموا من فى الأرض.

●●●

أتمنى أن يأتى يوم يختفى فيه من وسائل الإعلام، الخوض فى الأعراض الشخصية للمواطنين، وانتهاك الخصوصية، فلا قذف ولا سب ولا فضائح ولا تشهير، فحريات المواطنين مصانة.. أما الشخصيات العامة والمشاهير فلا يتمتعون بهذه الحصانة كاملة، بل منقوصة، بحكم شهرتهم ونفوذهم ووقوفهم فى صدارة الصفوف، مما يحتم عليهم الحيطة والحذر.