فى الصميم

ليس كيروش أو إيهاب بل منظومة الفساد الكروى!

جلال عارف
جلال عارف

تابعت جزءاً من حوار تليفزيونى بين رئيس اتحاد الكرة الاخ علام وسلفه فى إدارة الاتحاد الأخ مجاهد على خلفية هزيمة المنتخب من إثيوبيا.. وخرجت من الحوار بأنه - مع هذه الإدارة للكرة المصرية أو تلك - فإن علينا أن نكون شاكرين لأن لعبة كرة القدم مازالت موجودة فى ملاعبنا - حتى وإن كان يفصلها عن كرة القدم الحديثة التى يعرفها العالم عشرات السنين من العيش فى ظل منظومة فاسدة لا تقود إلا للفشل الذى تعيشه الكرة المصرية منذ سنوات!


عقب موقعة السنغال الكروية كتبت هنا: «إن المنتخب قدم بقيادة صلاح ومع المدرب كيروش أقصى ما تتيحه إمكانياته. وحتى لو فزنا وتأهلنا للمونديال ولم يعاندنا الحظ، لظلت الحقيقة هى أننا نعانى فى كرة القدم ميراث سنوات من سوء الإدارة، وغياب التخطيط، وتجاهل العلم.. والنتيجة أن كل عناصر اللعبة تتراجع، ولا تتقدم إلا أجور اللاعبين وعمولات المنتفعين من بقاء الاوضاع على ماهى عليه!!».
لو كان هناك قدر ولو ضئيلاً من الرغبة الحقيقية فى الاصلاح، لكان ما وصل إليه المنتخب مع كيروش يصلح كبداية نبنى عليها.. لكن المنظومة الفاسدة تعرف أن قطار الاصلاح إذا تحرك فسوف يصطدم مع فسادها. وبدلاً من استغلال صحوة المنتخب والتفاف الجماهير حوله لطرح برنامج للاصلاح يعتمد العلم ويبتعد عن الفهلوة والمحسوبية، عادت إدارة الكرة الى الروشتة القديمة المعتادة، وتم التخلص من كيروش والعودة لحكاية المدرب الوطنى. وقلنا بوضوح إنه لابد من دعم المنتخب ومدربه الوطنى الكفء إيهاب جلال. لكن هذه ليست القضية. وصح ما توقعناه حين قلنا: بلاها كيروش.. لكن المنظومة الفاشلة باقية!!


الآن وصلت الامور الى حد «المسخرة». ولن تنفع حكاية «بلاها إيهاب.. هاتوا خواجة» فى تجاوز الازمة. أفضل مدربى العالم لن يفعلوا شيئاً إذا بقيت المنظومة الفاشلة والفاسدة تسيطر على أحوال الكرة. طريق الإصلاح واضح. والخبراء الذين يستطيعون تطبيقه موجودون.. لكن منظومة الفساد الكروى ستدافع عن مصالحها بشراسة.
تلك هى القضية.. لم تكن كيروش، ولن تكون إيهاب جلال!!