مايسة أحمد
هذا ليس عنوان لكنه حقيقة جاءت على لسان شريف ابن الفنان الراحل محمد نجم فى تصريح له عقب وفاة والده بجلطة فى القلب.. سنذكرها بعد قليل بالتفاصيل والأسماء.. لكن كيف كانت حياة الفنان الراحل وأهم المحطات فى حياته؟.
قدم نجم أول أعماله المسرحية عام 1968 مع “موزة و3 سكاكين” وهى التى شهدت أيضا ظهور الفنان محمد صبحي على المسرح.. ولكن كانت أول بطولاته المسرحية عام 1970 من خلال “حاجة تلخبط” وقدم خلال المسرحية مجموعة من الشخصيات المختلفة والمعقدة وهم “شريف ولطيف وشلبي وعبد ربه” في عمل واحد وأجاد التحول بينهم.. وهذه كانت المرة الأولى من نوعها خاصة أنها مهمة ليست سهلة مسرحيا كما هو الحال في السينما والتليفزيون.
وبرز اسم نجم بعدما أسس مسرحه الخاص فى بداية السبعينيات وقدم عشرات المسرحيات ومنها: “البلدوزر.. اعقل يا مجنون.. عبده يتحدى رامبو.. النمر.. واحد لمون والتانى مجنون.. الكدابين أوى.. دول عصابة يابابا.. الأونطجى.. وغيرها” ومن أشهر مسرحياته على الإطلاق “عش المجانين” التى اشتهر فيها بإيفيه “شفيق يا راجل”.. ورغم أنه إفيه وليد اللحظة والصدفة بين نجم والفنان حسن عابدين ولكنه ترك أثرا كوميديا كبيرا في أذهان الملايين على مدار السنين كما حققت المسرحية نجاحاً كبيراً في الوطن العربي.. وعرضت له العديد من المسرحيات خارج مصر أبرزها “أنا أجدع منه” عام 1979 في الولايات المتحدة الأمريكية.
مخرج لأول وآخر مرة
ورغم شهرته بالتمثيل سواء في السينما أو الدراما أو المسرح إلا أن هناك عمل وحيد قام بالإخراج والتمثيل فيه وشارك ابنه شريف معه فى مسرحية “عيطة عامل زيطة” تدور أحداثها عن أحمد عيطة الذي يقوم بإقامة حفل كبير لاختيار وجوه شابة للتمثيل ومن خلال رحلة اختياره نُشاهد الكثير من المواقف الكوميدية وشارك في بطولتها عايدة رياض وعماد رشاد وفاروق فلوكس.
ورغم أن نجم له العديد من المسرحيات الناجحة والتي اشتهر من خلالها.. إلا أنه أيضا له العديد من الأفلام السينمائية التي حققت نجاحا أيضا حيث بدأ مشواره السينمائي منذ عام 1986 م وقدم حتى وفاته ما يقرب من 15 فيلما سينمائيا وتليفزيونيا معظمها في فترة السبعينات وكان أول بطولة مطلقة له عام 1971 فى فيلم “حياة خطرة” مع نبيلة عبيد وصلاح قابيل وحمدي غيث وشارك فى أفلام عديدة أبرزها: “صانع النجوم.. قمر الزمان.. احترسي من الرجال يا ماما.. بمبة كشر.. مولد يا دنيا.. أبدا لن أعود.. حكايتي مع الزمان”، وابتعد عن السينما عام 1978 بعد أن شارك في فيلم “من بلا خطيئة” مع ناهد شريف ويوسف فخر الدين وسمير صبري لكنه عاد وشارك في بطولة فيلم “عقلي طار” مع محمد عوض عام 1994.
الصدفة السعيدة
نجم اسمه الحقيقي محمد محمد علي عوض من مواليد قرية الغار التابعة لمركز الزقازيق بالشرقية.. كانت بدايته الفنية على مسرح الجامعة في كلية التربية الفنية حيث قام واحد من زملاء نجم بترشيحه لتقديم دور في مسرحية للفنانة نجوى سالم بعدما قام الفنان سمير صبري وهو الممثل الأساسي بالاعتذار.. وكانت المفاجأة عندما تمكن نجم من نيل إعجاب كل من شاهد المسرحية وحصل فيما بعد على العديد من الفرص لعروض مسرحية أخري في الجامعة..
إلتحق في بداياته بفرقة عبدالمنعم مدبولي للفنون المسرحية وتتلمذ على يده وتعلم منه المسرح.. والذي وصفه قائلا “كان بحراً كوميدياً لا يجفّ” وقدّما سويًا مسرحية “مولود في الوقت الضايع”.
الفنان الراحل له ابن واحد هو شريف شارك معه في عدد من العروض المسرحية.. إلا إنه لم يُكتب له النجاح على غرار والده.. كما أن نجم كان متزوج من يسرية عبدالجليل شقيقة الفنان عمرو عبدالجليل.
مشاهد العرى والخلاعة
عشق نجم المسرح وفضله كثيرا على السينما وقال في أكثر من لقاء تليفزيوني إن السينما حالها سيء بسبب كثرة مشاهد العري وترددت كثيرة حكاية تفيد أن الفنانة هناء ثروت اعتزلت الفن على يديه بعدما ذهب بها للشيخ الشعراوي ومن بعدها ارتدت الحجاب واعتزلت بشكل نهائي حيث كان يردد دائما أنه يرفض أن تظهر ممثلة عارية على مسرحه.. فهو مسؤول عن المحتوى الذي يُقدمه ولابد أن تظهر الممثلة بملابس محتشمة ولم يعتبر الأمر تذمتا بل اعتبره قيمة يجب الحفاظ عليها وتقديمها على خشبة مسرحه.. كما صرح أنه يرفض استخدام العنصر النسائي للجذب والمرأة في مسرحه لها دورها ولكنه يرفض “الخلاعة” –على حد قوله-.
وفي عام 1994 قرر اعتزال السينما وتفرغ للعروض المسرحية على مسرحه بالدقي كما أسس فرقته الكوميدية المعروفة باسم “فرقة نجم”.. وترجع أهم الأسباب التى تميزه في المسرح أكثر من السينما كونه فنان ارتجالي إلى حدِ كبير.. قادر على توظيف الإبداع الإرتجالي بشكل مؤثر لأنه تلقائي بطبيعته.. كما وصفه العديد من النقاد.
من المسرحيات التى كان نجم فيها بمثابة مفاجأة للجمهور عندما خرج عليهم وهو يرتدي جلبابا ويشبه المطرب الكبير طلال مداح واستطاع تقليده بدقة شديدة وغنى 
أغنيته “مقادير” خلال أحداث مسرحية “دول عصابة يا بابا” وأيضا غنى للفنان الشعبي متقال بالإضافة إلى عبارته “بنحي البو بتاعكم” التي جعلت الجمهور ينفجر ضحكًا حيث شاركته الفنانة نبيلة فى البطولة.
مع بداية التسعينيات أصبحت أعماله المسرحية أكثر نجاحًا وإقبالًا من الجماهير وفي مقدمتها مسرحية “عبده يتحدى رامبو” التي قدّمها عام 199، لكن مع بداية الألفية قلّت أعماله المسرحية حيث قدّم 7 أعمال منذ عام 2000.. وفي عام 2007 شارك نجم بعملين فقط وهما “النمر”على مسرح الدولة و”كحيون ربح المليون”.. لينقطع نجم بعدها لمدة 8 أعوام حتى عاد إلى خشبة المسرح عام 2015 من خلال “مطلوب غبي فوراً” وأثناء فترة أنقطاعه عن المسرح وخاصة عام 2009 أتجه للمشاركة في أعمال “السيت كوم” وقدّم كلا من “ياسين في مستشفى المجانين” و”زيزو 900” وكان قد قدم فى بداياته عام 1978 مسلسل “جحا وبنات شاهبندر التجار” مع محمد التاجي وحسن مصطفى وسعيد صالح.. وشهد عام 1984 أول بطولة تلفزيونية له وهي أيضا آخر أعماله التلفزيونية من خلال مسلسل “غابة من الأسمنت” مع حسن مصطفى وأنور إسماعيل وميمي جمال. ليكون مجمل أعماله الدرامية 4 أعمال فقط طوال تاريخه الفنى..
هجوم حاد
نجم كان يرفض المشاركة بأدوار ثانوية في أفلام الشباب.. قائلًا: “أنا لا أترشح أمام الشباب لأنني نجم قبل أن يصبحوا نجوماً.. ولو أردت أن أدخل السينما لأديت دور البطولة فأنا لست سنيداً لهم”.
في حوار صحفي سابق هاجم نجم زميله الفنان عادل إمام وقال إن مسرحياته لا تستمر لسنوات كما يروج لها.. وأضاف قائلا: “لو قام أحد بحساب الفترات التي قدم فيها المسرحيات التي يقول إنها استمرت 10 سنوات سيجد أنها لا تزيد على 10 أشهر فقط”، ولم يقف الأمر علي الزعيم فقط فقد هاجم ايضا الفنان محمد هنيدي وقال عنه أنه لم يقدم أي جديد أو إضافة عما قدّمه نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وغيرهم من رواد الكوميديا القدامى.
كما اتهم نجم الفنان أحمد آدم بتقليده.. وعلى الرغم من اعترافه بموهبته الكبيرة إلا أنه أكد أن آدم ينبغي أن يكون له شخصية خاصة به ولا يقلده خاصة أن الجمهور اكتشف ذلك بعد عرض مسرحيات آدم على القنوات التليفزيونية.
المفاجأة المدوية
وتمر السنوات وعقب وفاة الفنان محمد نجم ظهر شريف ابنه ليفجر مفاجأة خلال مداخلة هاتفية وقتها مع الإعلامى سيد علي من خلال برنامج “حضرة المواطن” المذاع عبر فضائية “الحدث اليوم” يتهم فنان شهير بالتسبب فى وفاة والده حيث قال: “لما والدي سمع تجاوز أحمد آدم في حقه أثناء استضافته في برنامج “شيخ الحارة” في ثاني أيام شهر رمضان المبارك أُصيب بجلطة فى القلب.. دخل على إثرها العناية المركزة وظل مريضا حتى وافته المنية فى يونيو 2019”.
وقال شريف أن والده كان سببا فى اكتشاف مواهب فنية كثيرة من بينهم أحمد آدم الذي تجاوز في حق والده ووصفه بالفاشل.
