زينب إسماعيل تكتب: قهوة أم ترخيص للبطالة

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

كانت المقاهي "الشعبية" منها - عبر التاريخ المصري تنحصر وظيفتها في قضاء اوقات الفراغ وتناول المشروبات خاصة "القهوة " ولهذا سمي المكان بالقهوة وكان لها دورثقافي موازٍ لدورها الأساسي في هذا المشروب، وتحولت مع الأيام إلى رمز يفوح منه عبق التاريخ وشعلة حراك ثوري وثقافي، ووسيلة إعلام لتوجيه العامة وتعبئة الشعور الوطني.

أما اليوم مع الأسف تحولت للشيشة رغم منعها وقضاء اوقات الفراغ التي  تزداد يوما بعد يوم وها نحن هلت علينا الأجازات وحندق الشماسي في القهاوي والبلاجات.. الواقع يؤكد انتشارالقهاوي في مصر بشكل مرعب فاجر! لنجد أغلب من يرتادها هم شباب مصر ويوما بعد يوم تحول كل مكان مهما كانت مساحته حتي لو متر في متر الي مقهي ! وما أسهل افتتاح قهوة وما أيسر الترخيص لها والحقيقة هي ترخيص للبطالة بشكلها الفاضح علي الأرصفة في وقت تحتاج فيه مصر الي شباب شباب مصر قبل أن تتحول الي العجز والكهولة !

زمان كانت القهوة ضرورة للباحث عن الراحة، واتساءل اليوم من أي تعب يرتاح شبابنا هل من اللعب طوال الليل علي الموبايل أم من الدردشات الفارغة التافهة! العجيب أن أغلبهم مازال يحصل علي مصروفه من جيب أبوه! ياشباب مصر.. اهجروا المقاهي الي عمل مفيد لكم وللمجتمع الذي ينتظر منكم الكثير والكثير للبناء والتعمير.

وإنصافا رجاء مباشرللمسؤلين عن الشباب في بلدي إفتحوا قنوات الاتصال مع هؤلاء الشباب كي يفيضوا بخبرتهم  خاصة ممن لم تسعدهم المشاركة في الحوارات الرسمية في الدولة والتي أغلبها سياسية  فالسياسة يا سادة  تاريخ وجغرافيا واقتصاد ودين وأهم من ذلك كله استيعاب مشاعر المواطن المصري- بكل أعماره شابا كان أو فوق سن الشباب ويملك العطاء لمجتمعه - والاقتراب من مشاكله ومنغصاته اليومية ووضع الحلول لها واقعا وليس حروفا علي ورق.


[email protected]