فى الصميم

الشوربجى.. جرس إنذار!

جلال عارف
جلال عارف

بالتأكيد.. لن يحقق لاعب الإسكواش محمد الشوربجى بجنسيته البريطانية الجديدة شيئا يذكر بجانب ما حققه وهو يلعب باسم بلاده ويتربع على عرش اللعبة لسنوات.

 وبالتأكيد فإن أبطالنا وبطلاتنا سيظلون سادة الأسكواش فى العالم كما كانوا منذ سنوات احتكروا فيها البطولات ورفعوا اسم مصر العزيزة عاليا.


 ومع ذلك فإن الأمر ينبغى أن يؤخذ بكل جدية، لأنه يثير الكثير من الأسئلة، ولأنه قد يكون بداية لهجمة جديدة على أبطالنا وبطلاتنا من الذين عجزوا عن مجاراة تفوقنا الباهر فى اللعبة ويتصورون أنهم قادرون بسلاح «التجنيس» على اختراق قلعة الإسكواش المصرية التى يحميها وعى أبنائنا واعتزازهم بوطنهم وفخرهم برفع علم مصر وهم يحتكرون بطولات العالم. ولعل تحرك البريطانيين فى «صفقة» الشوربجى يشير إلى تقدم الجهود المبذولة لإدخال «الإسكواش» ضمن الألعاب الأوليمبية.. وهو ما ينبغى الاهتمام به من جانبنا من الآن!!


 خطر «التجنيس» ليس جديدا علينا، وقد شهدنا حالات عديدة لخطف أبطالنا فى لعبات عديدة نتفوق فيها مثل المصارعة ورفع الأثقال..

وفى الأوليمبياد الأخير رأينا ابن مصر «فارس» يحصد ذهبية وزنه فى رفع الأثقال باسم دولة قطر وسوف يستمر هذا الأمر ولن يحصننا منه ـ بجانب مشاعر الانتماء الوطنى ـ إلا أن نعطى الأولوية فى الرعاية والاهتمام لأصحاب البطولات الحقيقية وللألعاب التى نتفوق فيها. وأن نوفر الإمكانيات المطلوبة للمصارعة ورفع الأثقال، وأن نحتفى كما يجب بكرة اليد والإسكواش وأبطالهما الذين فرضوا وجودهم عالميا.

 واقعة «الشوربجى» هى جرس إنذار ينبغى أن يسمعه الجميع. ليست الواقعة الأولى ولا الأخطر فى ملف التجنيس، ولن تكون الأخيرة إلا بالتعامل مع الرياضة على أنها «استثمار وطنى» وبإعادة توجيه «البوصلة الرياضية» نحو الألعاب التى تحقق فيها البطولات ونجومها الذين يرفعون علم مصر على منصات التتويج.

 بالمناسبة.. بعض ما سمعته فى برامج رياضية عن واقعة الشوربجى يدخل فى دائرة العيب، ويجسد بعض أوجه الفوضى فى الإعلام الرياضى.. لكن تلك قصة تستحق وقفة أطول!