بدون تردد

تدمير الحدائق والأشجار

محمد بركات
محمد بركات

فى الوقت الذى تستعد فيه الدولة المصرية كلها لاستضافة المؤتمر العالمى لقمة المناخ القادم، المقرر انعقاده فى مدينة «السلام» شرم الشيخ فى نوفمبر من هذا العام.

 وبالتزامن مع عقد العديد من الاجتماعات المتخصصة، التى تضم الخبراء والوزراء والمسئولين الرسميين وغير الرسميين، للإعداد للمؤتمر وبحث جميع الموضوعات المتصلة به والقضايا المطروحة للنقاش والبحث فيه، وذلك فى إطار الجهد المبذول من الحكومة لتوفير كل السبل المتاحة لإنجاح المؤتمر وخروجه على أفضل وجه.

 فى هذا الوقت إذا بنا نفاجأ بقيام بعض الجهات الرسمية فى الدولة بأعمال وسلوكيات لا تتوافق على الإطلاق مع التوجهات والأهداف المعلنة للحكومة، بل تتعارض تماما مع هذه التوجهات وتلك الأهداف،...، وهو ما يدعو للدهشة والتساؤل.

 حدث هذا ومازال يحدث حتى هذه اللحظة فى القاهرة وفى منطقة الحى السابع بمدينة نصر، وعلى بعد خطوات قليلة من مقر رئاسة حى مدينة نصر، حيث فوجئ الأهالى من السكان بشارع «أبو بكر الرازى» منذ عدة أيام بهجوم كاسح من حملة، تضم العديد من المعدات الميكانيكية للهدم والحفر والإزالة.

 هذا الهجوم الكاسح استهدف الحديقة «والمربع الأخضر» بالمنطقة السكنية، حيث قامت المعدات بالبدء الفورى لتدمير واقتلاع كل الأشجار والمنطقة الخضراء وإزالة المزروعات بالحديقة، ثم الحفر السريع والعاجل للأرض والشروع فى وضع قواعد خرسانية ضخمة لإقامة مول تجارى ومجموعة كافيهات ومحلات وجراج ،..، وذلك بالمخالفة للخرائط المساحية للمنطقة منذ إقامتها ونشأتها.

 كل هذا جرى ويجرى دون مراعاة لاحتجاجات السكان، وحقهم فى الحفاظ على الحديقة والأشجار والمساحة الخضراء، وكل ذلك جرى فى ذات الوقت الذى تتحدث فيه الدول كلها والحكومة كلها عن الاهتمام بالحفاظ على البيئة ونشر المساحات الخضراء وزراعة الأشجار..

وكل هذا يحدث فى القاهرة المخنوقة بالمبانى والغابات الخرسانية والمكتظة بالسكان والتى هى فى أشد الحاجة للأشجار والمناطق الخضراء والحدائق العامة.

 وكل هذا يحدث دون تحرك من الحكومة أو وزيرة البيئة أو محافظ القاهرة، أو حتى رئيس الحى.. هل هذا معقول؟!

ملحوظة.. هذه ليست شكوى ولكنها عتاب حار موجه للحكومة ورئيس الوزراء بالذات نظرا لاهتمامه الشديد بقضية البيئة والحفاظ على نشر الخضرة والأشجار.