محسن علم الدين.. حينما تعزف السينما نشيد الوطن

لم يتح لى الزمان فرصة لأسأله قبل رحيله إن كان حلمه قد تحقق أم لا؟

فقد قال لى المنتج الأستاذ محسن علم الدين والذى رحل عن عالمنا الثلاثاء الماضى 5 يونيو إنه :يحلم بأن تعزف السينما نشيد الوطن من جديد فتقدم الأفلام الوطنية التى تلهب حماس الناس وتخلق حالة من الهمة والفخر وكان ذلك فى إطار حديثه عن واقع السينما ودورها الوطنى الذى كان يرى أنه لابد أن يلقى الضوء على المشروعات الكبرى فى مصر وعلى رأسها قناة السويس الجديدة التى كان يعتز بها كثيرا لتجعل الناس يرون عظمة هذا البلد ومستقبله الواعد وهى التصريحات التى تم نشرها هنا فى الأخبار.

بدأ المنتج الكبير محسن علم الدين حياته السينمائية وهو طالب فى كلية التجارة ،حيث شارك فى العمل والإنتاج السينمائى مع المخرج والمنتج السينمائى رمسيس نجيب بفيلم «واسلاماه» والذى تولى إخراجه إنريكو بومبة وأندرو مارتون وقام ببطولته أحمد مظهر ولبنى عبد العزيز.

بعدها توالت أعماله التى قدمها للسينما المصرية والتى أصبحت علامات مضيئة فى تاريخها يعد من أشهر أفلامه على الاطلاق «الرصاصة لا تزال فى جيبي» للمخرج حسام الدين مصطفى وهو الفيلم الذى طالما عبر المنتج الراحل عن امتنانه للتعاون الذى قدمته الدولة ليخرج الفيلم بشكل لائق ،حيث تم تصوير المشاهد بالذخيرة الحية ووجود تسعين دبابة وكانت مشاهد التصوير فى أماكن ملغمة.

عبر رحلته السينمائية الطويلة تعاون الراحل مع الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس ،حيث قدم 22 عملًا سينمائيًا من قصص إحسان عبد القدوس من أبرزها «يا عزيزى كلنا لصوص» والذى تأخر عرضه بسبب اعتراض وزارة الثقافة على الاسم فتم تأجيل عرض الفيلم حتى تغيرت الوزارة!.

ومن الأفلام التى قدمها والمأخوذة عن روايات إحسان عبد القدوس ايضا «دمى ودموعى وابتساماتي» إخراج حسين كمال.

كان الراحل يرى أننا بحاجة لنزيد الإنتاج السينمائى الذى قل كثيرا فبعدما كنا ننتج من 70 إلى 100 فيلم أصبحنا ننتج حوالى 25 أو 30 فيلما.

كان يرى أن السينما الحالية باتت تفتقر عنصر الواقعية وتركز على الإبهار كما باتت تفتقد الأديب مثل نجيب محفوظ ويوسف السباعى ويحيى حقى وغيرهم.
رحل محسن علم الدين وبقيت أفلامه الجميلة خالدة فى تاريخ السينما أما أحلامه فهى بلا شك تستحق أن تشكل نضالنا القادم.