أحسب أنه ليس هناك فى العالم كله من ينظر إلى ما جرى ويجرى على الأراضى الأوكرانية على أنها مجرد حرب إقليمية محدودة، بين دولة أوكرانيا وجارتها الكبيرة روسيا، قد تؤدى فى النهاية إلى اجتزاء بعض المساحات من الأراضى الأوكرانية وضمها إلى الأراضى الروسية، بالقوة المسلحة أو خضوعا لمنطق الأمر الواقع.
وغياب هذه النظرة يعود أساسا، إلى كونها مخالفة جسيمة وواضحة للحقائق القائمة على أرض الواقع السياسى الدولى، يدركها الكل ويراها الجميع.
وأهمية وخطورة ما يجرى على الأرض الأوكرانية، هو أنه يمثل فى حقيقته وواقعه أحد فصول الصراع الدامى بين القوى العظمى العالمية، أمريكا وحلف الناتو فى جانب وروسيا فى الجانب الآخر، لتحديد شكل وطبيعة المعايير الحاكمة للنظام الدولى، ولمن تكون الهيمنة والسيطرة ومقعد القيادة للعالم فى واقعه الحالى وما هو قادم من أيام.
أى أنه يمثل فى حقيقته وواقعه صراع الديناصورات على الأراضى الأوكرانية.
وفى المقدمة من هذه الحقائق، ما أصبح واضحا من رغبة مؤكدة لدى أمريكا والغرب، لإطالة أمد الحرب والسعى لاستمرار القتال، حتى تصبح نزيفا مستمرا لروسيا وعلى الجانب الآخر نجد الجانب الروسى يتمسك بموقفه من الاستمرار فى الحرب حتى تحقيق أهدافه.
وفى ظل الموقفين يصبح من الصعب توقع موعد قريب لوقف القتال وإنهاء الحرب.. وبهذا يكون الصراع الدامى بين الديناصورات مستمرا حتى إشعار آخر.
