مشوار قاسي.. رحلة إنتاج أول فيلم مصري بالألوان

أول فيلم مصري بالألوان 
أول فيلم مصري بالألوان 

حكى عبدالحفيظ سالم مدير معامل ستديو مصر في ستينيات القرن الماضي عن رحلة الأفلام الملونة المصرية وولادتها المتعسرة الصعبة.

ونقلت مجلة آخر ساعة عن سالم قوله في عام 1970: "فكرت في السينما الملونة منذ عام 1954 حينما وجهت معمل ستديو مصر الذي أصبح بعد السنوات الطويلة في حكم المستهلك حتى بالنسبة للأبيض والأسود".

وأضاف: "بدأت شركات فردية في عمل أفلام ملونة وتحميضها في الخارج وكانت الصعوبات التي تعترضهم هي معرفة النتيجة.. نتيجة التحميض قبل هدم الديكور الذي كان إنشاؤه يستغرق وقتا طويلا".

ومضى في حديثه: "اقترحت سفري إلى باريس واتفقت على شراء آلة طبع واحدة وآلة تحميض واحدة لأبدأ العمل في أفلام صغيرة ولو في فيلم واحد في السنة ولو في أفلام إعلانات أو أي أفلام ثقافية وأذكر أن قيمة معمل الألوان في هذا الوقت كانت 12 ألف جنيه فلم يقره رئيس مجلس الإدارة في ذلك الوقت".

وروى كذلك: "وفي عام 1955 قمنا بعمل أول فيلم دعائي بالألوان وحمض الفيلم في ألمانيا وسافرت وبحثت موضوع معمل كامل للألوان وعوقبت لأني تصرفت على مسئوليتي الخاصة لتصوير وتحميض فيلم بلا تصريح".

ثم في عام 1958 جاءني أحمد فؤاد وكان وقتها عضو مجلس إدارة بنك مصر واقترحت عمل المشروع ووافق عليه وبدأ تجديد ستوديو مصر وعمل معمل ألوان وجاء الفنيون من الدول التي اتفقنا معها وبدأت الاتصالات والمعدات والآلات تأتي حتى عام 1961

وروى كذلك: "كنت في ذلك الوقت المدير الفني لاستديو مصر ووعدت أن أقدم أول فيلم مصور وملون ومحمض ومطبوع في مصر للتوزيع في العالم عن احتفالات 23 يوليو 1961.. وفعلا عملنا الفيلم وكان الفيلم الوحيد الذي وزع في جميع أنحاء العالم وكانت الألوان تضارع أحسن الألوان في العالم".

ويعتبر هذا الفيلم هو أول فيلم افتتحت به معمل الألوان في مصر، ثم حدث أنني فوجئت بتغيير مجلس الإدارة فوجئت بشخصيات لا علاقة لها مطلقا بالسينما أو الفن وفوجئت أيضا بعزلي عن مشروعي الذي يعتبر في مكانة الابن.

وأمام الأمر الواقع تركت العمل كانت هذه بداية الفيلم الملون وكان يمكن أن تستمر ولكن منذ عام 1962 حتى عام 1969 ترى بعض الأفلام التي تمتد على أصابع اليد الواحدة وفي خلال ثماني سنوات كانت جميع الأفلام تحمض في الخارج وكانت تكلف تكاليف باهظة جدا وتغيرت الظروف والأوضاع وجاء التنظيم الجديد بمجيء السحار الأديب والفنان وعاد عبد الحفيظ سالم بمجيء السحار إلى إدارة معامل ستوديو مصر في عام 1969.

وكانت المعدات قد استهلكت وهنا أكد سالم أنه بدأ من أول وجديد وكأنه يبدأ منذ عام 1961 اجتمع بقمة المصورين السينمائيين وهم وحيد فريد ووديد سري واحمد خورشيد وقاموا بعمل اختبار قرروا أن يعملوا فصلا واحدا من فيلم « 7 أيام في الجنة » وكان هذا الفصل هو تصوير الحلم كان هذا يعتبر أقسى امتحان فهو أول جزء مصري من فيلم يصور بالألوان ويطبع في مصر وبهذا الجزء من الفيلم الملون صدر قرار من وزير الثقافة بألا يلون أي فيلم في الخارج وكان معنى ذلك أن تلوين الأفلام في مصر تجربة قد نجحت .

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم