الرئيس المجدد

المستشار/ أسامة محمد زكى رئيس محكمة الاستئناف
المستشار/ أسامة محمد زكى رئيس محكمة الاستئناف

المستشار/ أسامة محمد زكى رئيس محكمة الاستئناف

مرت السنون الماضية بكل ما حملت من أحداث (الخريف العربى) وقبله ما كان من انفتاح العالم عبر النت.


 ‏ولكن الله أراد بهذه الأمة خيرا، فقد أثر عن سيدنا عمر وعن ذى النورين عثمان بن عفان أيضا قولهما: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) فأكرم الله بلدنا بمن يجدد لها مواريث أخلاقها ويعيد لها سالف قيمها وما تعارف عليه الجدود وتوارثته بيوتات العراقة وذلك على يد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى علّم الكل بأدبه الجم فى رجولة مواقفه وأدب أسلوبه، وبحاله قبل مقاله وباقتدائه المجسد لنهج و سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة والتى عظمها ربه العظيم فى قرآنه العظيم بقوله (وإنك لعلى خلق عظيم) فبرغم زعامته وجديته وحزمه وفهمه للمجريات فما وجدنا منه إلا كريم الأخلاق وما خرج منه إلا كلاما مدروساً يخشى فيه الله فالكلمة لا تخرج منه إلا بعد مرورها على حواجز كثيرة أولها خشية الله وتخير مفردات الحديث وانتقاء مرادفاته (والمرء بأصغرية قلبه ولسانه)، وما ألفينا منه فى أى مناسبة إلا عطفا صادقا جليا على العالم والعجوز والأرملة والفقير وأصحاب الحالات الخاصة ممن كان لا ُيَلتفتُ إليهم من قبل، أنا شخصيا اتابعه وأتعلم من مواقفه وتواضعه مع شموخه فأشعر أننى أمام كبير عائلتى الذى يحمل همومها على كاهله بمفرده وتطمئن معه على نفسك وأهلك، ولذا تجدنى أدعو الله له بالتوفيق والعون والحفظ.


فالرئيس السيسى -وبحق- من مجددى الأخلاق فى هذا العصر وحظه منها يفتقده الكثير من أبواق الخير هذه الأيام ممن تسللت المادية وطغت على قلوبهم وخضعوا تحت سلطانها الزائل.. مما جعل الشاب يبحث عن ضآلته فى أى ُزقاق من خلال النت المفتوح فيلتقطه من يلتقطه (وهو وحظه) فإما وقع فى فاضل مستور أو فاجر مغرور، وهذه كارثة الكوارث، والحاصل الآن أن القلوب أصبحت تصم أذنها عن حديثهم وتغلق الباب أمام نصحهم، وتسيء الظن فى الجميع حتى فى الصادقين منهم بعد أن فقدت الأمل فى أن تجد راشدا صادقا ربانيا يعرف الطريق إلى الله ويأخذ بهم إلى بر الأمان، فكلما وضعوا رحلهم عند واحد خيب أملهم إما بشطط فى الفكر أو تشكك فى سلمة مقصده أو اكتشاف حبه للدنيا وإرادته الظهور أو شغفه بمعرفة أهل الجاه فيها، ففرق بين أن يسمع الناس حديثا عن الصدق من كذوب يسترزق بكلامه.. وبين أن يسمعهوه من صدّيق أمين أجره على الله، وصدق الله عز وجل فيما أخبر على لسان ناصح أصحاب القرية إذ قال لهم: (اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون)..

والحل فى هذه الورطة ليس بعقد مؤتمرات تتناوله وتنتهى بتوصيات بعيدة عن أرض الواقع، أو لجان من غير ذى خبرة وفكر أو ما يسمى اليوم بورشات عمل تجتمع وتفترق، الأمر يحتاج لدراسة متأنية من مخلصى جهات شتى دينية واجتماعية وأمنية يساهم الكل بأبعاد ما يقف عليه مما يفيد البلد والعباد.
بارك الله رئيسنا الرئيس السيسى ووفقه وحفظه وأيده وجدد به دينه وكريم أخلاقياته التى هى الدين.. كل الدين.