فى المليان

الـدولـة المـصريـة تـواجه تـحـديـات الأزمات العالمية على كافة المستويات

حاتم زكريا
حاتم زكريا

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي فى بداية الاسبوع «مشروع مستقبل مصر» للإنتاج الزراعي والمشروع فى حد ذاته فى غاية الأهمية والضرورة، كان يمكن أن يكون فى مقدمة المشروعات القومية التي دشنها الرئيس السيسي منذ بداية توليه المسئولية لولا سوء الحالة الاقتصادية التي كانت عليها البلاد فى ذلك الوقت، واحتاج الأمر إجراءات اقتصادية صعبة للتغلب عليها، ساعد عليها إيمان الشعب بقائده وقدرة الحكومة على مواجهة كثير من الازمات بحنكة وصبر وتفهم لطبيعة الشعب المصري .. 


ولا شك أن «مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي» من المشروعات القومية العملاقة، خاصة بعد تآكل الأرض الزراعية والتعدي عليها بلا رحمة ولذلك كان فى غاية الأهمية تنفيذ المشروع قبل نهاية عام 2023 ..


ونحن ندفع حالياً - كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي - ثمن كل إجراء لم تقم به الدولة خلال العقود الخمسة الأخيرة فى مواجهة اعتداءات الأهالي على الشريط الموازي للنيل واستغلاله فى البناء وليس فى الزراعة خلال تلك العقود، والمطلوب أن نستصلح مليونين و500 ألف فدان فى الفترة القريبة القادمة، وستوفر الدولة كل الدعم للمستثمرين الحاصلين على أراضي استصلاح .. 


ومشروع « مستقبل مصر للإنتاج الزراعي» لم يعلن عنه الرئيس السيسي إلا بعد دراسة مستفيضة عن طريق لجنة من أساتذة الجامعات ورجال الدولة لوضع تصور كامل للتنمية، ومن بينها حصر للعاملين فى سوق العمل سنوياً، وتكلفة الدلتا الجديدة التي تصل الى 160 مليار جنيه وما تحتاجه مشروعات الزراعة المقدرة بــ 500 مليار جنيه، الى جانب توفير التقاوي المعتمدة للمزارعين بما يحقق إنتاجية عالية وعائداً جيداً لهم .. 


وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي مخاطباً الشعب - بالدرجة الأولي - « أنه عندما عرضنا إقامة مشروع الصوب الزراعية على مساحة 100 فدان منذ 4 أو 5 سنوات رأي البعض من منظور اقتصادي إنها غير مجدية نظراً لتكلفتها العالية التي تبلغ من مليون الى مليوني جنيه للفدان الواحد ، بالنظر الى سعر المنتج فى السوق المحلي والذى يتراوح من 3 الى 10 جنيهات للكيلو فى الوقت الذى سيرتفع السعر حال تصدير تلك المنتجات للخارج حيث سيتراوح سعر الكيلو ما بين 2 و 3 يورو للكيلو، وهذا منطق اقتصادي نحترمه، لكن الدولة لابد أن يكون لديها مسار مختلف يتناسب مع ظروف البلد لايجاد حلول عملية على أرض الواقع .. 


وعلي جانب آخر قال الرئيس السيسي إن المياه نحصل عليها من عدة مصادر منها الآبار والمياه التي يتم معالجتها معالجة ثلاثية متطورة، ونحن افتتحنا محطة المحسمة ومحطة بحر البقر للمعالجة ، ونهاية العام الجاري سنفتتح محطة أخري بطاقة 7.5 مليون متر ..


وقال الرئيس إن مصر حريصة على الانتهاء من كافة تفاصيل المشروعات الزراعية قبل افتتاحها ، مشيراً الى أن البنية التحتية لهذه المشروعات من شبكات ري وصرف وكهرباء وطرق يتم العمل عليها جميعاً بالتوازي لضمان تشغيل الــ 2 مليون فدان بكامل طاقتها الإنتاجية فى سيناء أو فى مستقبل مصر للإنتاج الزراعي أو توشكي مشدداً على ضرورة عدم تجاهل أن جنة مصر هي مياه تم معالجتها بمحطات معالجة ثلاثية متطورة مؤكداً حرص الدولة على الاستفادة من حصة مصر المائية والحفاظ عليها على الرغم من ثبات حصة مصر من النيل منذ 100 عام فى ظل النمو السكاني .. 


وأكد الرئيس السيسي أن المواطن المصري يمتلك وعياً قادراً على مواجهة التحديات، ووضح أنه لا يطالب بتزييف الحقائق ولكن بتناولها بطريقة سليمة .. 


والحقيقة إن مصر تشهد فى السنوات السبع الأخيرة إنجازات متوازية على كافة المحاور الزراعية والصناعية والعلاقات الدولية الجيدة وقبل افتتاج السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشروع مستقبل مصر الواعد على المستوي الزراعي الذى يتكامل مع عدة مشروعات افتتحها الرئيس فى توشكي وغيرها فإننا نري أن اهتمامات الدولة لا تقف عند الجانب الزراعي فإنها تولي عنايتها أيضا بالنواحي الصناعية ، ووضح هذا فى الاجتماع الذى عقده يوم الخميس الماضي 14 مايو الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء مع المهندس محمد السويدي رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية ، وأكد فيه أن الحكومة مستعدة تماماً لدعم قطاع الصناعة وتقديم المزيد من التيسيرات والتسهيلات والحوافز غير المسبوقة للمستثمرين من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي فى إطار خطة الدولة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد ، ومناقشة الآليات الجديدة لدعم الصناعة المصرية والبدء فى إجراءات توفير الأراضي الصناعية بحق الانتفاع بجانب التمليك وسرعة حصول المستثمر على التراخيص ، وشدد مدبولي خلال اللقاء على ضرورة إتاحة المزيد من التيسيرات للحصول على التراخيص ومنها الرخصة الذهبية لإقامة مصانع توفر ما يتم استرداده ، وكذلك مستلزمات الإنتاج المطلوبة ، مشيرا الى أن هناك قائمة حالياً بالصناعات التي تحتاجها الدولة ومستلزمات الإنتاج المستوردة المطلوبة لتلك الصناعات ، وجدد رئيس مجلس الوزراء حرص الدولة بجميع أجهزتها على دعم قطاع الصناعة وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية نظراً لأهميته فى تحقيق أوجه التنمية المستهدفة .


وطالب رئيس مجلس الوزراء رئيس اتحاد الصناعات بتقديم ورقة عمل بما يسهم فى تحقيق خطة الدولة لزيادة الصادرات الى مائة مليار دولار، وأشارالى أن الحكومة والاتحاد سيعملان معاً على تنفيذ تكليفات الرئيس السيسي للنهوض بالصناعة ومضاعفة الصادرات، وأشاد المهندس محمد السويدي بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي باستثناء مستلزمات الإنتاج والمواد الخام من الإجراءات التي يتم تطبيقها على عملية الاستيراد وجهود الحكومة فى إتاحة المزيد من التيسيرات للمستثمرين. ومن جانبه أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية أن مصر تفتح أبوابها للمستثمرين الأجانب بما يوفر لهم من مزايا تحفيزية ، وذلك خلال تواجده فى لندن خلال مشاركته فى أعمال البعثة التجارية هناك .