نهار

أخلاق الجوائز!!

عبلة الرويني
عبلة الرويني

«والغوانى يغرهن الثناء».. هكذا تفرحنا الجوائز، حتى لو كانت جائزة البوكر المشكوك فى نزاهتها.. لا موضوعية فى الجوائز عموما، لا معيار جمالياً واضحاً.. فى الأغلب حسابات ومصالح ومجاملات وتوازنات وجغرافيا وتاريخ.. لكن وبرغم ذلك، يبقى الحصول عليها فرحة، أو هى البهجة المستعارة!!... فى السنوات الأخيرة تضاعفت فرحة الحصول على الجوائز، بعد أن تحولت فى كثير من الأحيان (بسبب قيمتها المادية الكبيرة) إلى حل اقتصادى لكثير من الأدباء المتعبين!!...

التقدم للجوائز وسط مجموعة من المتنافسين، وحلم الحصول عليها وانتظار مغانمها ومكاسبها، وحتى بهجتها المستعارة.. حلم مشروع لا مانع منه... لكن غير المشروع ولا المقبول، الحزن على خسارتها، غير المقبول الغضب والإحباط لفقدانها .. الضيق بالخسارة فى سباق الجوائز، إساءة لثقة الكاتب بنفسه وإبداعه، حين يعول كثيرا على انتظار حكم وتقييم وتقدير لموهبته، دون معايير!!..

الحزن على فقدان جائزة فى الأغلب، هو منح الجوائز موضوعية ليست فيها، واعتراف بنزاهة ومصداقية ليست موجودة!!... وكما أن الجوائز (كل الجوائز) ليست صافية النية.. هناك أيضا كتاب الجوائز المهرولون وراءها، يكتبون وفقا لمقاييسها.. ووفقا لمواقيتها ومواعيدها المحددة (من يسارع بإتمام عمله، قبل انتهاء موعد التقديم للجائزة... ومن يخطط مشاريع كتاباته، بهدف التقدم للجائزة حسب شروطها وذائقتها).... فى السنوات الأخيرة تحول الكثيرون إلى كتابة الرواية (لتعدد جوائزها ومسابقاتها).. تدخلت الجوائز فى صياغة الكتابة والكاتب، وتشكيل المناخ الأدبى العام... ما أن يحصل كاتب نصف موهوب على جائزة نصف موضوعية، حتى يصيبه الغرور والتعالى!!.. وما أن يخسر كاتب موهوب جائزة، حتى يفقد ثقته ويعود محبطا... إنها أخلاق الجوائز أو أمراضها!!