د.نوفل بعد فوزه بتقديرية الشارقة: هذا تكريم لجهود نصف قرن

د. يوسف نوفل
د. يوسف نوفل

ترصد الشارقة، جائزة سنوية بالاشتراك مع منظمة «اليونسكو» للشخصيات العربية التى أسهمت على مستوى العالم العربى فى المجالات الأدبية والنقدية والثقافية بوجه عام، وتمنح الجائزة دون التقدم لها.
وبعد فوزه بجائزة «الشخصية الثقافية العربية المكرّمة»، حيث من المنتظر إقامة الاحتفال الأسبوع المقبل (أول يونيو) بالأوبرا، عَبَّر الناقد الكبير د. يوسف نوفل، أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس، عن سعادته بالفوز بهذه الجائزة المرموقة من أمانة دائرة الثقافة بالشارقة، فى دورتها التاسعة هذا العام، وذلك عن مجمل إسهاماته فى خدمة الثقافة العربية المعاصرة.

د. يوسف نوفل، عضو المجـْمع العلمى المصري، والرئيس الفخرى لاتحاد كُتـّاب مصر، وهوصاحب إبداعات نقدية لأكثر من نصف قرن؛كما أنه أنجز دراسات موسوعية، حيث ألَّف -منفرداـ موسوعتين: الأولى: «دواوين الشعر فى العالم العربي»، والثانية: «ذخائر التراث العربي».

ويؤكد د. يوسف أن جائزة ملتقى الشارقة للتكريم السنوى تهدف إلى تقدير الشخصيات العربية المساهمة فى خدمة الثقافة العربية المعاصرة، بقاماتهم الفكرية والأدبية،وذلك من دائرة الثقافة بحكومة الشارقة بدولة الإمارات، برعاية صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ مشيرًا إلى أن الجائزة تختار من بين المبدعين العرب على مستوى الوطن العربى دون تقدم.

وإنما من خلال ترشيحات هيئات ومؤسسات علمية مرموقة ،ويقول د. يوسف: أُحيّى دائرة الثقافة بالشارقة، ونافذتها ملتقى الشارقة للتكريم الثقافى، ولست غريبًا عنها، حيث امتدّتْ شرايين التفاعل الثقافى بيننا منذ إعارتى من جامعة عين شمس إلى جامعة الإمارات، فى ندوات ودوريات.

ومثلها المؤسسات الأخرى، ومنها مجلة «الرافد»،واتحاد كُتّاب الإمارات بالشارقة، وفى التحكيم فى مسابقة جائزة راشد بن حميد بعجمان، وبندوة الثقافة والعلوم بدبى التى منحتنى جائزة، ونشرتْ كتابى (شعراء دولة الإمارات العربية المتحدة: دراسة وببليوجرافيا) عام 1994، فى أكثر من 500 صفحة.

وهو الكتاب الذى دعّمته ماديًا وإداريًا جامعة الإمارات ضمن بحوث أعضاء هيئة التدريس، ولعله كان من أوائل الكتب التى أرّختْ للشعر فى الإمارات، بما فيه الجانب الببليوجرافى الذى أحصى دواوين شعراء الإمارات لأول مرة، والذى صار جزءًا من موسوعتى الكبرى عن دواوين الشعر فى العالم العربى لأكثر من ثمانية آلاف شاعر معاصر، وقد أنجزتها منفردًا.


تفاعل ثقافى
ويضيف د. يوسف أن هذا التفاعل فى بيئة الإمارات الأدبية والثقافية جزء من تفاعلى مع البيئة الأدبية الخليجية الأكبر، بدءًا بتفاعلى مع تلك الحياة الأدبية بالكويت عام 1969، ثم عام 1988، ومشاركاتى فى المؤتمرات والندوات والتحكيم، والكتابة فى مجلة رابطة الأدباء الكويتيين.

وفى إذاعة الكويت، ثم منذ عام 1988 فى جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، من خلال النشاط الجامعى والنشر بمجلات: الفيصل والمجلة العربية والحرس الوطنى وقافلة الزيت، والخفجي، حيث طبعت جامعة الملك سعود كتابى عن محمد عبد الحليم عبد الله الذى كان أطروحتى لنيل درجة الدكتوراه، ثم بعد ذلك فى الإمارات حيث تعددت مشاركاتى فى المجلات والصحف: الاتحاد، والبيان، والمنتدى، والشروق، والرافد.

وفى المؤتمرات واللجان، والإشراف على تأليف كُتب مدرسية لوزارة التربية، وكنت رئيسًا لقسم اللغة العربية بآداب الإمارات، حيث كتبت عن كثير من أدباء الكويت فى كُتبي، ونشرتْ لى السعودية ثلاثة كتب عن الحركة الأدبية بها.

وكان ذلك معبّرًا عن تقديرى لتلك الحياة الأدبية فى الخليج العربي، وإنْ كنت أقرر هنا أن معايشتى للحركة الأدبية بالإمارات فاقت ذلك كله، وفاقت مشاركاتى فى مؤتمرات وندوات وتحكيم فى مسابقات فى كلٍ من: البحرين، والعراق.


مشاركات دولية
ويتابع د. يوسف قائلًا: وفقنى الله إلى المشاركة فى مؤتمرات أدبية دولية وإقليمية ومحلية بمصر ودول الخليج العربى والمغرب، وألَّـفت الجزء الخاص بالشعر العربى فى كتاب الأدب والنصوص المقرر على طلاب الثانوية العامة بمصر منذ أكثر من ثلاثين عامًا حتى الآن.

وأنجزت- بفضل الله- موسوعتى عن التراث العربى الإسلامى التى أنفقت فى إعدادها أكثر من نصف قرن من حياتى متناولة جوانب تراثنا كله، بجانبيه: الأدبى والعلمى فى أكثر من ألفى صفحة، كما أصدرْت أكثر من أربعين كتابًا فى النقد الأدبى غير مقتصر على بيئتى التى أشرف بالانتماء إليها، مصر؛ شاملًا إبداعات معظم أدباء البيئات العربية، كما غطّت موسوعتى عن دواوين الشعر العربى العالم العربى كله من المحيط إلى الخليج، كما يقولون، حتى موريتانيا متضمنة أكثر من 8000 شاعر، واكتشفت شعراء مجاهيل لم يشملهم الدرس الأدبى والبحث العلمى من قبْل

ولم تشر إليهم المراجع والدراسات والبحوث، وأصدرْت خمسة دواوين ضمتها الأعمال الكاملة الصادرة عن دار الكتب والوثائق القومية بمصر.

تاريخى فى الجامعة
وفى المجال الجامعى يقول د. يوسف: تخرج على يديّ آلاف الطلاب، و360 حاصلًا على الماجستير والدكتوراه فى جامعات مصر، وبعض الدول العربية، منهم نقاد وقيادات جامعية وثقافية مرموقة، وأنشأت وأسست كلية التربية ببورسعيد، وأوفدتنى جامعة عين شمس إلى جامعات أمريكية حين كنت وكيلًا لكلية البنات للدراسات العليا والبحوث.

وكنت من السباقين إلى الإسهام فى البرنامج الثقافى بالإذاعة، وحصلت على عضوية المجمع العلمى المصري، وعن أثر الجائزة فى نفسه، يبتسم د. نوفل ويقول: لا شك أنه أثر عظيم جدًا فاق سعادتى بأية جائزة سابقة، فلقد شعرت بسعادة بالغة أن يأتى التكريم عن غير توقع مني.

ودون أن أتقدم إليه، برغم حصولى على عشرات الجوائز منذ ستينيات القرن الماضى من المجلس الأعلى للفنون والآداب بمصر، ومن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حتى إن يوسف السباعى سَلَّمني، وأنا طالب بالجامعة، أربع جوائز فى وقت واحد (فى القصة القصيرة والشعر والمسرحية ذات الفصل الواحد والمقال).

وكان أحدث الجوائز التى شرفـت بنيلها: جائزة جامعة عين شمس التقديرية فى الآداب، وجائزة كفافيس الدولية فى النقد الأدبى وجائزة الإبداع فى نقد الشعر(جائزة شاعر مكة)، وجائزة التميز من اتحاد كُتاب مصر، وغيرها؛ ولكن.. !! ويستدرك بأسى بالغ: كنت أتمنى أن أتلقى التكريم من بلدى فى جوائز الدولة!.

اقرأ أيضا| حاكم الشارقة يهدي إعلامية مصرية نسخة «فخمة» لمعجم اللغة العربية تقديراً لجهودها