وسام الشمس المشرقة يتوج مسيرة السفير ماجد عبد الفتاح الممتدة 33 عاما في أروقة الأمم المتحدة 

المراقب الدائم للجامعة العربية بالأمم المتحدة: عودة مقعد سوريا ليست من القضايا المطروحة في الوقت الراهن | حوار

السفير ماجد عبد الفتاح، المراقب الدائم لدي الأمم المتحدة
السفير ماجد عبد الفتاح، المراقب الدائم لدي الأمم المتحدة

ــــــ اجتماع بالأمم المتحدة لمناقشة نزاعات المياه في العالم الشهر القادم.

ــــــ بعد الحرب الروسية الأوكرانية 90 مقترحا لتطوير الأمم المتحدة.

ــــــ الأزمة الروسية الأوكرانية تنعكس بظلالها الكئيبة على القضية الفلسطينية

ـــــ الدول النامية ترى أن قضايا المياه والتصحر والمناخ لا يجب أن تصل لمجلس الأمن

ــــــ في سبتمبر القادم قمة للمستقبل والتعليم في الجمعية العامة للأمم المتحدة

ــــــ طالبنا المندوبة الأمريكية بالعمل علي دفع عملية السلام

 

مجهودات كبيرة تبذلها الدبلوماسية العربية بشكل مستمر داخل أروقة الأمم المتحدة، والتي يقودها السفير ماجد عبد الفتاح، المراقب الدائم للجامعة لدى المنظمة الأممية.

فعبدالفتاح الدبلوماسي المصري الذي يظل يعمل لأعوام طويلة داخل أروقة الأمم المتحدة لخدمة القضايا العربية كشف خلال حوار لبوابة أخبار اليوم عن كواليس صنع القرار داخل الأمم المتحدة.

وتحدث عبدالفتاح لبوابة أخبار اليوم عن العديد من الملفات الهامة التي تتولاها الجامعة العربية داخل أروقة الأمم المتحدة وكيف تعمل الوفود العربية على المواقف المشتركة تجاه القضايا الدولية المختلفة.

اقرأ ايضا: المراقب الدائم لـ جامعة الدول العربية: مصر دأبت على إحياء اللغة العربية

 

س: بداية حدثنا عن وسام الشمس المشرقة والنجمة الذهبية والتكريم الذي حصلت عليه من الإمبراطور الياباني؟ 

 

ج: هو تكريم عن فترة عملي بالأمم المتحدة ة من2012: 2017 كوكيل للأمين العام بان كي مون، في ذلك الوقت للشئون الأفريقية، حيث كنت المسؤول عن تعزيز العلاقات بين أفريقيا والأمم المتحدة، ودعم الشراكات التي تتطلبها خطة التنمية 2030، وخطة التنمية الخاصة بأفريقيا 2063. 

اليابان لديها مبادرة منذ عام 1991 للشراكة مع أفريقيا في كافة المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن المجالات المتعلقة بحقوق الإنسان والشباب والمرأة والجريمة والمخدرات وغيرها من المبادرات، وتنفق اليابان على هذه المبادرة 30 مليار دولار كل ثلاث سنوات. 

كما أن هذه الشراكة متعددة الأطراف، إذ تشمل أيضا البنك الدولي ووكالة الأمم المتحدة للتنمية، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي في نيويورك. كل هؤلاء شركاء في مبادرة التيكاد وهي مبادرة هامة لأفريقيا، تأتي في إطار تعزيز قدرات القارة الافريقية مع القوة الناهضة والبارزة واليابان تمثل جانب من هذه القوي. 

س: نود أن نلقي الضوء، للقارئ العربي على دور المراقب الدائم لدي الأمم المتحدة؟

ج: مكتبنا يقوم بعدد من المهام، منها تمثيل الأمين العام للجامعة العربية لدي الأمين العام للأمم المتحدة، وكافة الأجهزة الرئيسية لدي المنظمة الدولية، هذا أول بند في اختصاصات رئيس البعثة والمتعلق بالتمثيل.

الجزء الثاني وهو الجزء التنسيقي ويتعلق تعزيز وتنسيق التعاون المتبادل بين المنظمتين وفقا للفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، في هناك شراكة تتم وفقا لهذا الميثاق وتم انشاء هذا المكتب منذ عام 1950 بوصفه مكتب تمثيل لجامعة الدول العربية لدي الأمم المتحدة.

 هدف أخر وهو تنسيق وترتيب كافة الأهداف العربية المتفق عليها بمعرفة القمم والاجتماعات الوزارية المختلفة التي تعقد جامعة الدول العربية، والتي يصدر عنها قرارات، ومن ثم نقوم بتعريف الأمم المتحدة بمساهمات الجامعة فيما يتعلق بتنفيذ والأجندات الدولية وعلى رأسها أجندة 2030 والمتعلقة بالتنمية المستدامة، وكذلك حتى نضمن أن تلك القرارات تم إبرازها في قرارات الصادرة عن الأمم المتحدة بحيث تعطي ولاية جدية في العمل مع الدول الأعضاء بالجامعة العربية. في المجالات الرئيسية الثلاث للأمم المتحدة. وهي السلم والأمن من ناحية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وثالثا احترام حقوق الإنسان والديمقراطية.

فضلا عن تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والسياسية الأخرى الممثلة في الأمم المتحدة، مثل الاتحاد الأفريقي، والمنظمات الآسيوية، والاتحاد الأوربي، ومنظمات العالم الإسلامي، ومنظمات دول عدم الانحياز، والمنظمات الفرانكفونية.

كما نعمل على فتح مجالات تعاون ثلاثي ورباعي، في مجالات يتم التعاون فيها بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في التنسيق بشأن بعثة الأمم المتحدة في أفريقيا. السودان، وأيضا في القضية الفلسطينية مع دول الاتحاد الأوروبي ودول عدم الانحياز والاتحاد الأفريقي.

 وهناك قضايا أخري نتعاون من خلالها، مثل الإسلام فوبيا والعلاقة بين الإرهاب والديانات، مع منظمة التعاون الاسلامي، وبالتالي يستلزم تحقيق مصالح العالم العربي هذا النوع من التعاون مع المنظمات المتعددة.

وأيضا نستفيد من خبرة الأمم المتحدة ونعمل على تطوير البرامج التدريبية للعالم العربي خاصة فيما يتعلق بالشباب والمرأة وتعزيز قدرة التعبير وحرية الرأي وحرية الصحافة. ولذلك تم فتح مكتب اتصال منذ عامين للأمم المتحدة في جامعة الدول العربية بالقاهرة، يضم ثلاثة موظفين دوليين لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من أنشطة مشتركة.

وأخيرا، الاجتماع الثانوي بين الأمم المتحدة، جامعة الدول العربية في مجلس الأمن، والذي يحضره الأمين العام في المنظمتين ويخرج عنه بيان رئاسي كل عام يحدد خطوات التعاون المشترك للعام التالي. 

 

س: كل هذا الجهد يدعونا للتساؤل كيف تري التنسيق العربي بين الوفود العربية بالأمم المتحدة؟

 

ج: الوفود العربية بينها تنسيق عالي من خلال المجموعة العربية على جميع المستويات، ولكن هناك أيضا أطر أخري للتنسيق المشترك، فنجد مجموعة الخليج العربي تجتمع في إطار مجلس التعاون الخليجي المتعلق بمنطقتهم فقط.  وهناك قدر أخر من التنسيق يتم بين المجموعة العربية، عقب كل اجتماع وزاري للجامعة، يتم اخطارنا بمضمونه، وعليه نحدد القرارات التكليفية للمجموعة في نيويورك. مثل ملف سد النهضة.

تلك القضية جاءت من القاهرة بتشكيل لجنة من خمس دول عربية، هي السعودية الأردن والعراق والمغرب والجامعة العربية، وهنا اتفقنا على عدد من الخطوات التنفيذية، منها مقابلة مع الأمين العام للمجلس، وأخري مع رئيس مجلس الأمن وثالثة ومع دول عدم الانحياز، والدول الأوروبية وأخيرا مع الدول الأفريقية داخل المجلس. ومن ثم ونقلنا نتائج الاتصالات للأطراف المعنية.

وعند حضور وزراء خارجية مصر والسودان، أطلعناهم على المستجدات، للاسترشاد بها. وعن تصوراتنا عن والتعديلات وإمكانيات نجاح المهمة. 

س: عند حضور الجانب المصري والسوداني المتمثل في وزراء الخارجية، ماذا كشفت لهم في هذه المباحثات.؟ 

ج: أكدنا على عدد من المحاور الرئيسية، أولا أن هناك رغبة في ترك التعامل مع القضايا التنموية ليتم التعامل معها في الإطار الإقليمي قبل نقلها للإطار الدولي.  وذلك لأن أعضاء مجلس الأمن الـ 15 عضوا منهم 14 دولة لديها مشاكل مع الجيران حول المياه، وبالتالي يضع كل منهم في حسبانه لدي صياغته القرار هذا الموقف، وكيف سينعكس عليه في المستقبل.

الأمر الثاني، كان هناك منظور في مجلس الأمن حول ما إذا كانت قضايا المياه ترتقي إلى مرحلة السلم والأمن أم لا.  حيث تري معظم الدول بالأمم المتحدة خاصة مجموعة الـ 77 وهي الدول النامية، من 140 دولة، أن قضايا المياه والتصحر وتغير المناخ، لا يجب أن تصل لمجلس الأمن. إنما من خلال الجمعية العامة ومجلس الاقتصادي والاجتماعي. وفي حالة ثبوت وجود جوانب أمنية، يمكن عرضه على مجلس الأمن. 

لأهمية قضايا المياه، هناك جهاز تابع للأمم المتحدة U N water سيعقد اجتماع رفيع المستوى عن المياه الشهر القادم في نيويورك، ومن المتوقع أن تثار قضية سد النهضة من جانب مصر والسودان، خاصة مع اقتراب المليء الثالث في يوليو القادم، إذا ما رأت الدول المتضررة ذلك. ومن المؤكد إذا تم طرح قضية سد النهضة في هذا الاجتماع، سيلقى كل الدعم من المجموعة العربية.

س: ما هي الإصلاحات التي يجب عملها بالأمم المتحدة لتقوم بدور أكثر فعالية؟

ج:  أدركت الدول الأعضاء، نتيجة الأزمة الأوكرانية الروسية، أن هناك مشكلة في النظام الدولي المتعدد الأطراف.  وطلبت من الأمين العام في إعلان الذكري الـ 75 الذي اعتمد وصدر في العام الماضي أن يقدم عدد من الاقتراحات لتطوير العمل الدولي.

وبالفعل قدم الأمين العام تقرير بعنوان أجندتنا المشتركة ويضم 90 اقتراحا، تم دعمها من حيث المبدأ.  ومن تلك الاقتراحات تعزيز وتسوية العمل الدولي في مجالات المشاكل السياسية                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         والإنذار المبكر، وحفظ السلام، وبناء السلام بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية الاجتماعية، دعم دور المرأة والشباب والإصلاح المؤسسي للأم المتحدة وترشيد الميزانية.

 

 وقررت الجمعية العامة أن عقد عدد من القمم، منها قمة المستقبل وأخرى للتعليم في سبتمبر القادم، كما سيعقد في العام القادم قمة حول التنمية الاجتماعية وأخرى حول التواصل بين الدول والشعوب إطار جديد للتفاهم بين الدول والشعوب، رؤية جديدة بين الشعوب والحكومات.

س: كيف نستطيع أن ننهض بالمنظمة التي أنشئت قبل الأمم المتحدة قدرات الجامعة العربية التي أقيمت قبل الأمم المتحدة؟ 

ج: لا أستطيع الحديث في هذا الصدد، ولكن هناك لجان بالجامعة تدرس وسيلة للإصلاح الآن، لكن بصفتي المستشار السابق للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا ومن خلال تجربتي مع الاتحاد الأفريقي، أرى أن هذه التجربة يمكن للدول العربية أن تنظر إليها.

وبالنسبة للجامعة هناك إصلاحات كثيرة يسهل عملها، ولكنها تتطلب أن تتنازل الدول العربية من قرارتها لصالح المجموع، من خلال أطر تنفيذية متفق عليها تخضع للرقابة والمتابعة.

س: طالبت المجموعة العربية البدء في الإعداد لعقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة، يطلق المفاوضات المباشرة بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني، هل تم الاتصال ومشاورات مع الجانب الأمريكي بخصوص المؤتمر؟ ودعوة اللجنة الرباعية؟

ج: الرئيس عباس أبو مازن، هو من طرح المبادرة في مجلس الأمن عدة مرات، أخرها في 2021، وبالتالي المجموعة العربية داعمة له.  وبعد عقد عدد من اللقاءات للبدء في الإعداد لهذه المفاوضات الثنائية المباشرة، أطلعنا الأمين العام بصعوبة تناول القضية الفلسطينية في الوقت الراهن، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والخلاف بين روسيا وأمريكا، التي تحول بشكل أو بأخر دون انعقاد اللجنة الرباعية،

والتقينا هذا الأسبوع مع السفيرة الأمريكية، وطالبنا ضرورة خلق أفق سياسي واضح للعملية التفاوضية بحضور اللجنة الرباعية، على مستوى وزاري للدفع بعملية السلام.

 وأكدت على أن الرئيس بايدن، يدرس هذا الموضوع، وأن زيارتها في نوفمبر الماضي للأراضي المحتلة، خرجت منها بانطباع إيجابي بإمكانية بدء التفاوض.

وأشارت أيضا إلى أن هناك تفكير في هذه المرحلة، أن يزور الرئيس الأمريكي منطقة الشرق الأوسط في الوقت المناسب، ويقوم ببحث دفع عملية السلام.

 

س: في ختام حواري يستوجب على أن أسال، متى تعود سوريا إلى مقعد الجامعة العربية وتوحيد الصف العربي؟

ج: عودة سوريا للصف العربي، ليس من القضايا المطروحة في الوقت الراهن. ولا يوجد طلب رسمي من أي من الدول العربية. كما أن ليس هناك توافق داخل الجامعة العربية على عودة سوريا للمقعد العربي والذي يرتبط بتفاهمات عديدة بين جميع الأطراف، خاصة وأن قرارات الجامعة تصدر بإجماع الآراء.