دوشة

الفيفا.. والإنسانية الانتقائية

محمد حامد
محمد حامد

يا لها من عدالة واهمة، وإنسانية انتقائية، وشفافية مختلطة بلعبة الثلاث ورقات، ورقتان برعاية جهة تحكم العالم، ووليدتها التى تمثل أكبر أدواتها فى العنف والغطرسة، وجهة ثالثة تختارها الجهتان للدخول تحت لواء الشفقة المصنوعة من قبلهما.


سمعنا مراراً وتكراراً أن كرة القدم غير قابلة للتدخل الحكومى، ولا مكان فيها للسياسة، إلا أن هذا أصبح ضرباً من الخيال .


بالأمس القريب، كان حديثهم الداعم للحريات، وإذ فجأةً يكون اختيارهم داعما للمثلية كما يسمونها، ونحن لا نعرف لها مسمى سوى الشذوذ.


وبعد فترة سقط جورج فلويد قتيلاً فى الولايات المتحدة الأمريكية، ضحية للعنصرية، ليتخذوا قراراً يطبق حتى الآن فى الدورى الانجليزى، مفاده أن يجلس كل لاعب على إحدى ركبتيه  تعبيرا عن التضامن ضد العنصرية.


 أما مع الغزو الروسى لأوكرانيا فاتضحت الحقيقة التى لم تكن خفية عنا، أصبح الكل مجبرا على انتقاد روسيا، يرفعون شعار أوقفوا الغزو، المطالبات بالسلام لا تتوقف، حتى إن مالك نادى تشيلسى لأنه روسى، تم إقصاؤه من المشهد الكروى.


 خلال هذه الفترة من زيارة السياسة لملاعب الكرة بأمر من الفيفا وما يندرج تحتها من اتحادات، كان هناك شعب أبى يُفرم تحت دبابات عدو محتل يفعل ما يحلو له، هذا العدو له منتخب كرة قدم، ويمارس اللعبة بشكل طبيعى، ممارساته فى القمع والإذلال والقتل لا تتوقف، والاستغاثات تنهال من الجانب الآخر.
 الفاعل صهيونى، والمفعول به دُرة الشام فلسطين، آخر أفعالهم تمثلت فى اغتيال المناضلة شيرين أبو عاقلة التى كانت تفضح جرائمهم، بعد هذه الجريمة النكراء، يتواصل دعم القضية الأوكرانية فى الدوريات الأوروبية الكبرى، فهى رمز للإنسانية، أما نظيرتها الفلسطينية فأصبحت سياسية، ولا مكان لها فى ملاعب كرة القدم، يا للخجل على لُعبة أحبها ولكنها تكيل بمكيالين، عذرا يا مسئولى الساحرة المستديرة، لو كانت كلمة قضية تنطق، فستأبى الاقتران إلا بفلسطين.