هو مسلسل جريء دون شك يناقش فاتن أمل حربى قضية الطلاق التى ارتفعت نسبته بشكل مخيف بما يهدد استقرار الأسر ومستقبل الأطفال الذين لا يحسب حسابهم عند اتخاذ قرار الانفصال فينشأون فى أسر ممزقة فى مجتمع يتهم الزوجة دائما بالمسئولية عن خراب البيت وتصبح فى نظر الجمتع مدانة فى أخلاقها بينما لا يتحمل الزوج مسئولية هذا القرار الكارثى الذى يهدم بيته ويشرد أطفاله وفى سبيل العناد والمكابرة قد يقوم الزوج بكل الموبقات مثل عدم الإنفاق على أطفاله أو إخراجهم من مدارسهم أو طردهم من منزلهم نكاية فى أمهم، بالإضافة لما يعيشونه يوميا من عنف لفظى وجسدى يمارسه الزوج على زوجته وهى الطرف الأضعف فى العلاقة الزوجية وعندما يحدث الطلاق وهو أبغض الحلال عند الله تتحول العلاقة بينهما إلى مشاحنات، رأينا بعضها فى المسلسل الذى صور ما يحدث فى محكمة الأسرة من تهرب الزوج من دفع نفقة أولاده. اختار إبراهيم عيسى أن يتصدى لقضية الطلاق الشائكة ويعالجها بشكل إنسانى من خلال قصة فاتن أمل حربى والاسم له إيحاءات تخدم القضية فالزوجة فاتن لأن الزوج يعتبر المرأة فتنة و(الأمل) فى تغيير القانون من خلال (الحرب) ضده وهى مسئولية المجتمع كله لحماية الزوجات من المهانة وتبدأ كل حلقة بمشهد (فلاش باك) يركز على مواقف فارقة للزوج المسيطر الذى لا يتورع عن ضرب الزوجة وسبها والاستيلاء على أموالها ويقدم صورة كريهة لعلاقة محكوم عليها بالفشل لأنها تفتقد إلى المودة والرحمة التى حث عليها الإسلام ونجح المخرج محمد العدل فى الحرص على سرعة إيقاع الأحداث وناقش ما تعانيه محكمة الأسرة من تكدس القضايا التى وصلت إلى مليون ونصف مليون قضية سنويا وما تمثله من ضغوط على القضاة وازدحام المحكمة بسيدات يائسات وبائسات ينتظرن حكم العدالة وتركيز المسلسل على نموذج الزوج السيئ الذى مثله ببراعة شريف سلامة لا يعنى أن كل الأزواج يمارسون العنف ضد زوجاتهم، فلكل قاعدة استثناء، أما نيللى كريم فقد تحلت بالشجاعة ودخلت عش الدبابير ومثلت بدون ماكياج وبملابس بسيطة وكانت أغنية أنغام «أنا مش ضعيفة» معبرة عن المرأة المقهورة التى تواجه التحديات وحرص المسلسل على توخى الدقة، فراجعه فقهيا الدكتور سعد الدين الهلالى وراجعته قانونيا نهاد أبو القمصان وانتهى المسلسل بالحكم بإحالة قانون الأحوال الشخصية المعيب إلى المحكمة الدستورية العليا وهو الأمل لكل مصرية.
