فى الصميم

لبنان يتمسك بالأمل!

جلال عارف
جلال عارف

ظهرت نتائج انتخابات لبنان التى جرت الأحد الماضى.

وكما هو متوقع لم تحسم الانتخابات الصراع، ولم تفتح الطريق نحو إنهاء الوضع الكارثى الذى يعيشه لبنان الشقيق.

ومع ذلك كانت هناك مؤشرات هامة لو قرأها الفرقاء المتصارعون هناك لأدركوا أن قطار التغيير قد انطلق، وأنه قد يبطئ سيره لكنه ماضٍ فى الطريق.

صحيح أن القوى التقليدية مازالت تسيطر على معظم مقاعد البرلمان رغم مسئوليتها عن الاوضاع الكارثية التى يعيشها لبنان.

لكن الصحيح أيضاً أن اختراقاً هاماً قد حدث مع نجاح ١٢ من القوى المدنية المطالبة بالتغيير، ومع سقوط رموز ظل بعضها يحتل المقعد البرلمانى منذ ثلاثين عاماً.

حصول قوى التغيير على ما يقرب من ١٠٪ من مقاعد البرلمان، وحصول المستقلين على نسبة مماثلة أو أكبر يعنى أن هناك قوة وازنة من خارج الاحزاب والقوى التقليدية، حتى وان كانت تحتاج لإطار يجمعها ويمنع تشرذمها الذى يضعف تأثيرها.

رغم حفاظ حركة أمل وحزب الله على السيطرة الكاملة على مقاعد الشيعة، فإن الاحزاب الموالية لهم قد فقدت ما يقرب من عشرة مقاعد. والنتيجة فقدان الأكثرية البرلمانية.

على جانب آخر يزداد الصراع فى الجانب المسيحى بين حزب الرئيس عون وبين حزب القوات الذى يقوده سمير جعجع الذى تفوق فى عدد المقاعد التى حصل عليها على حزب عون. وهو ما يزيد شراسة الممعركة فى الانتخابات القادمة بعد خمسة شهور لرئاسة الجمهورية.


مع انسحاب سعد الحريرى من الانتخابات ومقاطعتها، وفى ظل أوضاع التشرذم بين قيادات السنة، يزداد الموقف تعقيداً، فى مناخ مازالت الطائفية تسيطر عليه، ومازالت القوى الخارجية تؤجج الصراعات الداخلية لمصلحتها، ومازال لبنان يدفع الثمن الباهظ لكل ذلك.


الموقف معقد، والانقسام كبير، ومساحة التفاهم بين الفريقين الأساسيين فى الصراع مفتقدة، وخطر استمرار الشلل السياسى قائم بينما أزمات لبنان لا تحتمل. قد يكون مفتاح الحل عند نواب التغيير الجدد إذا وحدوا صفوفهم واستطاعوا إقامة تحالف بينهم وبين أكبر عدد من النواب المستقلين ليكون هناك كتلة وازنة تملك الحسم فى القرارات الصعبة المطلوبة لإنقاذ لبنان من الانهيار الكامل، ولفرض حكومة قوية وانتخاب رئيس للبلاد قادر على قيادة المرحلة الصعبة بهدوء وحكمة.


هناك أمل حتى وإن بدأ مشعلو‭ ‬الحرائق‭ ‬فى‭ ‬التهديد‭ ‬بالحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬أو‭ ‬طفا‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬صوت‭ ‬المقاتلين‭ ‬بالوكالة‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭!!‬