حامد وهب يكتب: حققت الحلم الأوروبي بعد 25 عامًا 

حامد وهب
حامد وهب

انتشرت في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة "تويتر، وفيسبوك، وإنستجرام"، العديد من الهاشتاجات والشعارات والحملات الرسمية وغير الرسمية لحث الأشخاص على تجربة السفر  من منطلق تغيير الجو والمناخ والمناظر والاختلاط والتعامل مع أشخاص آخرين ولاقت هذه الدعوات استحسان الكثير.

ننتظر شهور الصيف بفارغ الصبر كل عام حتى ننطلق على شواطئ مصر كلا منا حسب طاقته المالية، نجد من يسافر شرم والغردقة والساحل وآخر يذهب إلى الإسكندرية وبلطيم ورأس البر حتى يتثنى للجميع أن يغتسل من همومه وأحزانه في المياه ويعود من جديد لمواجهة أعباء الحياة اليومية التي اعتاد عليها الجميع.

فما بالك يا صديقي عندما تجرب السفر إلى الخارج سواء أوروبا، إنجلترا، أمريكا، كندا، وتستقل الطائرة وتحلق بك في السماء وتحضن السحاب إنه لإحساس رائع، وعندما تهبط الطائرة إلى مكان يبعد أميالا عن وطنك وأهلك وأحبابك وقتها تستشعر بالرهبة ويتملكك الخوف من المصير المجهول وتتساءل: كيف أتحدث مع هؤلاء الناس؟ كيف أحصل على الطعام والشراب والسكن؟ وتجد أن لغة الإشارة هي اللغة المعتمدة بين الناس أمثالنا فهي اللغة الوحيد السهلة والبسيطة والتي دائما ما ستكون مخرج لك من الأزمات.

اسمحوا لي أن أروي لكم قصتي مع السفر الى أوروبا وهي الأمنية والحلم الذي طال انتظاره لأكثر من خمسة وعشرون عاما اه والله خمسة وعشرون عاما ..بدأ حلمي بالسفر عام١٩٩٢ وتحقق عام ٢٠١٨ولم أفقد الأمل في الله لحظة واحدة في السفر الى أوروبا وفعلا وبعد أن تعرضت للنصب من أحد الأشخاص وأخذ مني مبلغ ٧الاف جنبة ثمن قيراطين ارض زراعية ورثتهم عن أبي رحمه الله عليه أراد الله لي السفر  عام ٢٠١٨ حيث أرسل  لي صديق عايش في ايطاليا  دعوة لحضور أحد المؤتمرات الصحفية بحكم وظيفتي الصحفية ووقتها لم اشغل بالي بالشكل الكامل في السفر وانا كعادتي لم أغلق اي باب الا بعدما اطرقة اولا وقررت خوض التجربة على  سبيل المعرفة بالشيء وليس الجهل به وجهزت جميع  أوراق السفر المطلوبة وذهب بها إلى المكتب الخاص بتأشيرات ايطاليا والحمد لله حصلت على تأشيرة اوروبا .

وقررت خوض الرحلة ولملت اشيائي وعشت أجمل رحلة في حياتي والتى استمرت نحو خمسة عشر  يوما ومن وقتها وانا الحمد لله أكررها كل عام ما بين فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا ودول أوروبا واسعى جاهدا واتمنى من الله أن أتوجه رحلتي بالبقاء في أوروبا ما حييت ..

واخيرا صديقي العزيز سافر انت مش  شجرة سافر وسترى شعوباً غيرنا وتفهم معنى الانسانية والحياة ،ستستغرب لطف سائق التاكسي والشرطي وعامل المطار او حتى نادل القهوة نعم هم يسعون لكسب المال بكل جد لكن ليسو بطامعين في مال او رشوة ، ذلك فقط دورهم الحقيقي ...

ستتبادل الاقداح مع رجل غريب في مطعم او مقهى وتتبادل الابتسامات مع امرأة حسناء في الشارع دون ان تنظر اليك على اي شكل من الاشكال غير انك انسان فقط ولا يهمهم غير ذلك منك..نعم ستتعلم احترام غيرك لتنال احترامهم وستخجل لاشياء كنت تقترفها كبديهيات في وطنك.