بوتين: انضمام فنلندا والسويد للناتو لا يهددنا لكنه يتطلب «رد فعل»

سيناتور أمريكى يعد هلسنكى وستوكهولم بالقبول فى أغسطس

مظاهرات أمام مبنى البرلمان السويدى رافضة لانضمام ستوكهولم للناتو
مظاهرات أمام مبنى البرلمان السويدى رافضة لانضمام ستوكهولم للناتو

عواصم-وكالات الأنباء:
أكد الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين أن الانضمام المحتمل للسويد وفنلندا لحلف شمال الأطلنطى «ناتو» لا يشكل تهديداً لبلاده، لكنه سوف يدفع موسكو لرد فعل على هذا الإجراء حال إتمامه. وقال الرئيس الروسى فى كلمة أثناء مشاركته فى قمة «منظمة معاهدة الأمن الجماعى» فى موسكو، أمس، إن الناتو خرج عن مهمته فى إطاره الجغرافى ويحاول بطريقة سيئة التأثير على مناطق أخرى.
وفى وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلنطى (الناتو) لن يعزز الأمن فى القارة الأوروبية، مضيفا أن هناك سببا لإجراء تحليل عميق للغاية للعواقب المحتملة. وفى سياق متصل، صرّح سيرجى ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسى، بأنه يجب ألا تكون لدى أحد أوهام بأن روسيا ستتقبل ببساطة انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو. وشدد ريابكوف على أن الأمن لن يتعزز لدى البلدين بعد الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطى، وأن ذلك سيكون خطأ بعواقب بعيدة المدى.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى أفادت فيه صحيفة «ديلى ميل» البريطانية بأن روسيا بدأت فى نقل صواريخ ذات قدرة نووية إلى حدود فنلندا، وتحديداً إلى بلدة «فيبورج» التى تبعد 135 كيلو مترا عن العاصمة الفنلدية هيلسنكى بعد يوم واحد فقط من إعلانها أنها ترغب فى الانضمام إلى الناتو. ويبدو أن الخطوة الروسية تأتى رداً على مناورات عسكرية لحلف الناتو بدأت أول أمس خارج حدود استونيا بمشاركة 15000 جندى من 10 دول مختلفة بما فى ذلك فنلندا والسويد وكتيبة صغيرة من أوكرانيا. ويُطلق على المناورات اسم «سيل» أو «القنفذ» وستجرى على بعد 40 كيلو فقط من أقرب قاعدة عسكرية روسية. ووصف ريابكوف المناورات بأنها «خطأ فادح آخر» .
فى الوقت نفسه، صرّح ميتش مكونيل، زعيم الجمهوريين فى مجلس الشيوخ الأمريكى، بأن الولايات المتحدة يمكنها قبل شهر أغسطس القادم التصديق على طلب السويد للانضمام إلى الناتو.
وفى تصريح تليفزيونى، قال زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس الشيوخ الأمريكى خلال زيارته للعاصمة السويدية ستوكهولم: «فى انتظار طلب السويد للانضمام إلى الناتو، السؤال الجلى هو كم من الوقت سيستغرق الأمر. فى الولايات المتحدة، سنفعل ذلك بشكل أسرع من الطلبات السابقة، ونأمل أن نتمكن من الموافقة عليه قبل أغسطس. قد تكون دول الناتو الأخرى قادرة على القيام بذلك بشكل أسرع. نحن واثقون من أن الموافقة عليه ستتم فى كل من مجلس الشيوخ ومجلس النواب».
ومن ناحية أخرى، قال السكرتير العام لمجلس الوزراء اليابانى، هيروكازو ماتسونو، إن اليابان تتفهم سبب رغبة فنلندا والسويد فى الانضمام إلى حلف الناتو، وستواصل مراقبة تطورات الوضع.
فى غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام تركية نقلا عن وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندى، أن وفدا سويديا سيتوجه قريبا إلى أنقرة لمناقشة الطلب الذى قدمته ستوكهولم للانضمام إلى حلف الناتو وموقف الأتراك منه.
ونقلت صحيفة «حريت» التركية عن وزيرة الخارجية السويدية أن «الوفد سيتوجه قريبا إلى أنقرة لبحث الطلب المقدم للناتو».
وفى وقت سابق قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتابع العملية المتعلقة بانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، مضيفا أن أنقرة «لا يمكنها حتى الآن النظر إلى ذلك بإيجابية».
وقال وزير الخارجية التركى، مولود تشاووش أوغلو، إن أى دولة ستكون عضوا فى حلف «الناتو»، يجب ألا تدعم حزب العمال الكردستانى (التركى)، الذى تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا.
وأشار وزير الخارجية التركى إلى أن السويد وفنلندا تقدمان «دعما علنيا جدا» لحزب «العمال الكردستانى» رغم جميع التحذيرات. وتجدر الإشارة إلى أن كلا من السويد وفنلندا أعلنتا الأحد الماضى، قرارهما رسميا بالتقدم بطلب للحصول على عضوية حلف «الناتو».