إنها مصر

عناصر قوة الدولة

كرم جبر
كرم جبر

لا أنسى أبداً يوما ذهبت فيه لزيارة النائب العام بعد 25 يناير، ووجدت الطريق إلى مكتبه فى الدور الثانى بمبنى دار القضاء العالى يشبه ساحة حروب الشوارع، حيث احتشد المتظاهرون والمحتجون فى كل مكان، وحاصروا مكتبه ومنعوه من الدخول، فى صورة همجية بشعة كانت تجلب الهموم والأحزان.
    ولا أنسى يوم ذهب صلاح أبو إسماعيل لحصار المحكمة الدستورية العليا، ليعطى رسالة بأن القضاء تحت سيطرة البلطجية، ومنع القضاة الأجلاء من دخول مقر المحكمة، ويوم حاصروا مدينة الانتاج الاعلامى، لإرهاب الاعلاميين وتخويفهم.


  ولا انسى الفتوات والبلطجية وهم يسيطرون على الشوارع والميادين، وينشرون الخوف والذعر، ويستبدلون هيبة القانون، بقانون الفوضشى.
    الدول تحكم بهيبتها وبسيادة القانون ونشر العدالة والمساواة، والدولة القوية يكون لها هامة وسطوة ومؤسسات قوية وراسخة، وفى ظهيرها شعب يحترم القانون ويدعم أجهزة الحكم، فلم توجد لتتسلط عليه، وإنما للسهر على خدمته، وتيسير حياته المعيشية.


    وأهم مؤسسات الدولة هو الجيش، الدرع الواقي فى المحن والأزمات والحروب، بجانب مؤسستى الشرطة والقضاء، فهذا المثلث هو كلمة السر لبقاء الدول أو تفككها وانهيارها.


  لعبت جيوش الشر الاجنبية التى اجتاحت المنطقة تحت مسمى "الربيع العربى" على ضرب جيوش الدول المستهدفة، لتتمكن من تفكيكها وتمزيقها، فوصلت أنظمة الحكم فيها إلى نهايتها، بعد إثارة الفتن والانشقاقات فى جيوشها، فأصبحت الدروع الواقية مجرد سيوف من ورق.   


    الجيش المصرى العظيم  هو الذى منع سقوط الدولة، ووفر مظلة الأمن للقضاء ليقوم بدوره فى أحلك الظروف، وهو الذى ساند الشرطة بعد هجوم الغوغاء على الأقسام وحرقها، وبعودة هذه المنظومة استعادت الدولة المصرية عافيتها وبدأت فى تثبيت أركانها، ترسيخا لمفهوم احياء مؤسسات الدولة تحت مظلة القانون، فى دولة القانون.


  رئيس الدولة أياً كان اسمه، هو الحكم العدل بين السلطات ويجسد احترام الدولة التى يرأسها، ويمثلها فى الداخل والخارج، فالذى جاء به الشعب الذى يملك أن يغيره هو الشعب، وقوة رئيس الدولة تنبع من احترام إرادة الشعب.
●●●
  من اقوال الشيخ الشعراوى:
اللهم لا تشغل عقلى بما يقلقه ولا قلبى بمن لا يرحمه ولا وقتى بما لا ينفعه.. ربِّ كن لى وكن معى واجعلنى بك أقوى وبك أغنى.