وجع قلب

تحقيق شفاف

هبه عمر
هبه عمر

منذ لحظة اغتيال شيرين أبوعاقله، المراسلة الصحفية الفلسطينية، خلال ممارسة عملها فى تغطية الاقتحام الإسرائيلى لمخيم جنين، أصبحت عنوانا بارزا فى صحافة العالم، التى وصفتها بصاحبة الصوت الذى وثق معاناة الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلى على مدى عقدين من الزمن، ورغم ذلك لم تجرؤ أى صحيفة على إدانة قوات الاحتلال الإسرائيلى بقتلها، بل تبنت تقارير الصحف الغربية الرواية الإسرائيلية التى تزعم أن شيرين ضحية إطلاق النار بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيل (نيران مجهولة المصدر) رغم أن بعض هذه الصحف نشرت شهادات الشهود التى أجمعت على أن إطلاق النيران كان من جانب واحد فقط، ولم يكن هناك مقاومة فلسطينية فى المشهد على الإطلاق.

وحين يعد وزير الدفاع الإسرائيلى بفتح ما أسماه (تحقيق شفاف) حول الحادث لابد أن نتذكر التقرير الذى أصدره الاتحاد الدولى للصحفيين، ومقره واشنطن، فى يوليو الماضى يوثق فيه استهدافا ممنهجا ومنظما من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الصحفيين والإعلاميين، فقد قتلت ٤٦ صحفيا وإعلاميا حتى عام ٢٠٢١، وخلال حرب غزة التى استمرت ١١ يوما قتلت ١٦ صحفيا، وأودعت فى سجونها مثلهم، دون أن يتم إجراء أى تحقيق من أى نوع، ولم يستمع أحد إلى النداء الذى وجهته العام الماضى «جينفر روبنسون» وهى المستشار القانونى للاتحاد الدولى للصحفيين، تطالب محققة الأمم المتحدة الخاصة «إيرين خان» بالتحرك ضد إسرائيل حتى تتوقف عن قتل واستهداف الصحفيين، فأى تحقيق شفاف يمكن انتظار نتائجه أو تصديق ما يسفر عنه؟

الواضح أن نقل الحقائق وتغطية الأحداث على أرض فلسطين أصبح أمرا مزعجا للاحتلال الإسرائيلى، يتعامل معه فى كل مرة برصاصة أسفل خوذة الصحافة وسترتها، ليحجب صوتها وصورتها، ويظل العالم نائما فى صمته مكتفيا بأحاديث جوفاء عن حقوق الإنسان.