أبطال «بين السما والأرض».. لم يغسلوا ملابسهم شهرًا كاملا

أحد مشاهد فيلم بين السما والأرض
أحد مشاهد فيلم بين السما والأرض

حصل الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولي على أول فرصة للعمل في السينما من خلال صديقه طلعت علام، والذي كان يعمل مساعدًا للإخراج مع يوسف معلوف في فيلم «في الهوا سوا»، بطولة شادية وكمال الشناوي وإسماعيل يس.

 

كانت هذه أسرار الفيلم الأول التي أزاح مدبولي الستار عنها خلال حديث مقتضب لجريدة الوفد نشرته في عددها الصادر بتاريخ الأول من يونيو 1987.

 

حينها قال مدبولي: «وجدت أنني مطالب بأن أكلم نفسي وذلك لأن دوري هو مقدم برامج في السيرك ومدة هذا الدور لا تزيد عن أربع دقائق.. شعرت بخوف شديد جدا رغم أنني وقفت على خشبة المسرح وأمام ميكرفون الإذاعة أكثر من مرة».

 

ثم أضاف: «هذا الخوف لأنني أول مرة أعمل في السينما.. واللي خوفني أكثر أنني كنت أكلم نفسي وأنا لا أحب أتكلم وحدي.. لازم حد يرد علي.. وحاولت التغلب على خوفي وقلت الكلمتين محاولا إثبات وجودي وخلاص».

 

وحكى مدبولي: «رغم أنني لم أظهر إلا لمدة دقائق إلا أنني اعتبر هذا الفيلم الأول في حياتي.. الفيلم الذي جاء بعده هو (بين السما والأرض) من إخراج الأستاذ صلاح أبو سيف، ولعبت فيه دور حرامي وكان من الأدوار الأساسية في الفيلم».

 

واختتم حديثه: «ولا يمكن أن أنسى أننا ظللنا بملابسنا لمدة شهر دون أن نغسلها لأن الأستاذ صلاح كان يريد كل شيء طبيعيا وأصبحت رائحتنا لا تطاق.. ثم الكلب الذي كان معنا في الأسانسير وكان نازل عض فينا وما حدش قادر يقول أي حاجة».

 

عبدالمنعم مدبولي، فنان شامل استطاع أن يضحك الجماهير على مدى أكثر من 40 عاما، بدءا من البرنامج الإذاعي الشهير «ساعة لقلبك»، ثم فوق خشبة المسرح من خلال عشرات المسرحيات الناجحة، هي «هاللو شلبي، لوكاندة الفردوس، أصل وصورة، والسكرتير الفني، ريا وسكينة»، وكان قادرا على العطاء ليرسم البسمة فوق الشغلة.

 

وُلد عبدالمنعم مدبولي في 28 ديسمبر عام 1921 في حي باب الشعرية بالقاهرة، ظهرت موهبته التمثيلية وهو في المرحلة الابتدائية عندما تم ترشيحه ليقود الفرقة المسرحية بالمدرسة ، ثم مارس التمثيل على سبيل الهواية أثناء دراسته بالمدرسة الثانوية الصناعية.

لم يقتصر عمل عبدالمنعم مدبولي على التمثيل فقط ولكنه شارك بالإخراج في عدد كبير من المسرحيات التي حققت نجاحاً كبيراً، ومنها: «السكرتير الفني، المغناطيس، الناس اللي تحت، بين القصرين، زقاق المدق، ريا وسكينة».

 

بدأ العمل بالسينما ثم توالت عليه الأفلام بعد ذلك والتي بلغ عددها ‏150‏ فيلمًا منها: «ربع دستة أشرار، عالم مضحك جداً، غرام في أغسطس، مطاردة غرامية، المليونير المزيف، أشجع رجل في العالم، الحفيد، إحنا بتوع الأتوبيس»، وكان له ظهور مميز في فيلمي: «أريد خلعا، عايز حقي».

 

قدم للتليفزيون عددا من المسلسلات منها «أبنائي الأعزاء شكرا، العائلة، الآنسة كاف، وداعا يا ربيع العمر، ماما نور، لا يا ابنتي العزيزة». ومن أشهر مسرحياته «ريا وسكينة، الجنزير، هاللو شلبي»، كما قدم فوازير التليفزيون جدو عبده.

 

نال الفنان الراحل خلال مشواره الفني العديد من الجوائز حيث حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983، وجائزة تكريم في مهرجان زكي طليمات عام 1986، كما قام المهرجان القومي للمسرح المصري في الفترة من 10 إلى 19 يوليو 2006 بتكريم اسمه، وبعد صراع مع المرض توفي في التاسع من يوليو عام 2006 عن عمر يناهز ‏85‏ عاما.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم