إنها مصر

إفطار الأسرة المصرية

كرم جبر
كرم جبر

 الأجواء كانت متفائلة فى إفطار الأسرة المصرية، الذى حضره الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم 25 رمضان، وشمل الحضور كل ألوان الطيف السياسى، ووجوه لم تظهر فى السنوات الأخيرة، مما يبشر بمرحلة جديدة، تحتوى الجميع تحت مظلتها، ولا تعرف الإقصاء أو الإبعاد، الذى مارسته الجماعة الإرهابية، وبعض التيارات السياسية.


 كان الرئيس حريصاً على تقديم كشف حساب الخسائر التى تكبدتها البلاد، فى سنوات الفوضى والاضطرابات، ففى عامين 2011 و2012 بلغت الفاتورة قرابة 75 مليار جنيه، ومنذ عام 2013 حتى 2017 كانت القوات المسلحة تنفق مليار جنيه شهرياً فى حربها ضد الإرهاب.


 قرابة 170 مليار جنيه خسرتها البلاد فى سنوات قليلة بسبب الفوضى والإرهاب، ولو تم ضخها فى مشروعات تنموية، لكانت مصر قد انتقلت إلى مرحلة جديدة، تحدث فيها انتعاشة اقتصادية كبيرة.


 علاوة على ذلك، فقد كان لزاماً على الدولة المصرية، أن تؤمن احتياجات المصريين من كافة السلع الغذائية، وقررت أن يكون الاحتياطى الاستراتيجى ستة أشهر بدلاً من ثلاثة، ودبرت الموارد المالية اللازمة لتحقيق ذلك.


 والجملة التى كررها الرئيس هى "الأزمات وآثارها لا تسقط بالتقادم"، بما يعنى أن آثار الخسائر التى تكبدتها البلاد لاتزال مستمرة حتى الآن، رغم الجهود الكبيرة فى كافة المجالات، والدرس المستفاد هو أن نحافظ على حالة الاستقرار التى تعيشها البلاد، فلا تقدم ولا تنمية بدون استقرار.


 أما الرؤية المتفائلة جداً التى طرحها الرئيس فتتكون من بنود كثيرة، أهمها تكليف إدارة المؤتمر الوطنى للشباب بالتنسيق لإدارة حوار سياسى حول أولويات العمل الوطنى فى المرحلة الراهنة.


 بمعنى طرح رؤى وأفكار تتعلق بحزمة من الإصلاحات السياسية، التى تتناسب مع الجمهورية الجديدة، فلم تكن هذه الإصلاحات غائبة عن الرئيس، ولكن الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد فرضت تأجيل بعض الأولويات.


 وما أكد عليه الرئيس هو أن تعرض عليه المقترحات شخصياً، ثم تأخذ طريقها إلى البرلمان، لإقرارها فى صورة تشريعات وأخذ موافقة ممثلى الشعب عليها.
 بمعنى أن الحوار الوطنى لن يكون كما هو فى الفترات السابقة، مجرد مناقشات وأفكار وتنتهى إلى لا شيء، ولكن سيترتب عليه إجراءات تشريعية، حتى يكون مدعماً بأطر مؤسسية تضمن تنفيذ بنوده.


 وترتبط بذلك إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى، للإفراج عن دفعات جديدة من المحبوسين، والمؤكد أن شروط الإفراج هى عدم التورط فى أعمال إرهابية أو تحريضية.


 وهذا يعنى أن الفترة القادمة ستشهد إفراجاً عن أعداد كبيرة من الشباب، ليعودوا إلى أحضان المجتمع، مشاركين فى مختلف الأنشطة السياسية، فالوطن للجميع وبمشاركة الجميع، وآن الأوان لإسدال الستار على أحداث أدخلت البلاد فى أحزمة الأزمات.


 الفضل، كل الفضل للمولى عز وجل، الذى كانت إرادته فوق كل المكائد والمؤامرات التى أحاطت بالبلاد، فخرجت منها بسلام، وتستكمل طريقها.