نهار

درس البروفة!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

فى الطريق نعرف المغامرة والاكتشاف ونعرف الخبرة والمتعة... هكذا تكون الرحلة أكثر ثراءً ومعرفة وأكثر متعة، فى قصيدة الشاعر اليونانى «كفافيس»...

نفس ما يفعله مخرجو المسرح المبدعون.. تشغلهم البروفة المسرحية، اكتشاف العمل ومعرفته.. كيفية صياغة المشهد وإبداعه.... هذه (الكيف) هى إبداعات البروفة لدى كثير من المخرجين، متعتهم الفعلية وهى فى الأغلب أطول أياما من أيام العرض نفسه...

ظل المخرج التونسى الكبير فاضل الجعايبى (وكثيرون مثله) مشغولا هو وفنانوه فى بروفة عرض مسرحى مدة تجاوزت سنة ونصف السنة، بينما لم تتجاوز أيام تقديم العرض أسبوعين لا أكثر!!....


هو درس البروفة... درس الإبداع والإتقان والجودة.....

وهو الدرس الغائب فى دراما رمضان، الغائب فى صناعة المسلسلات الدرامية كل عام، وآليات إنتاج الأعمال الفنية.. لا أحد يكتشف رمضان فجأة بالتأكيد، لكنهم جميعا (المنتجون) يبدأون الاتفاقات والتعاقدات مع الفنانين وكتاب الدراما والمخرجين قبل رمضان بأسابيع قليلة (ترشيدا للميزانية)!!..

ويبدأ المخرجون فى كثير من الأحيان تصوير أعمالهم، من قبل أن تكتمل كتابة حلقات المسلسل!!..

ويقوم المؤلف باستكمال المسلسل والكتابة حلقة حلقة، على الهواء مباشرة (وهو ما يسمح بالتدخلات والحذف والإضافة وتغيير الرؤى والمسار أيضا)!!...

ولسرعة إنجاز العمل، ابتدعوا ظاهرة (وحدات التصوير المتعددة)!! يتم تقسيم المسلسل إلى أجزاء، تقوم وحدة تصوير مستقلة من (فنانين وفنيين ومصور ومخرج) بتصوير مشاهد الجزء، بينما تقوم وحدة تصوير ثانية بتصوير مشاهد أخرى، ووحدة ثالثة بإنجاز مشاهد أخرى....

وهكذا لتتجمع كل المشاهد فى غرفة المونتاج لدى المخرج المشرف على العمل، لصياغة الرؤية الإخراجية....

هكذا يتحول مخرج العمل بعد أيام قليلة من بداية العمل، إلى مشرف عام على الإخراج مهمته إنقاذ العمل!!