قريباً من السياسة

الأسعار وزيادة السكان!

محمد الشماع
محمد الشماع

لا تنفصل المشكلة السكانية عن مشكلة ارتفاعات الأسعار، وإن كانت تتخطاها إلى التأثير على مستقبل التنمية وخصوصا فى أهم مظاهرها، فى مستوى التعليم والصحة، وقد بذلت الدولة الجهود الكبيرة للسيطرة على الانفجار السكانى الذى يلتهم كل جهود التنمية ويعيق حركة الإصلاح ويحرمنا من توفير مستوى تعليمى يناسب سوق العمل فى ظل عالم مفتوح وفى ظل تسارع الإنجازات العلمية التى تحتاج نوعية جيدة من الخريجين.

لقد وضع المجلس القومى للمرأة هذه المشكلة بين المشكلات الأولى بالمناقشة والعمل الجاد من أجل حلها من خلال التوعية باخطارها وعقد حلقات نقاشية بهدف وضع استراتيجية إعلامية متكاملة تراعى ما انتهت إليه الحملات الإعلامية السابقة لتنظيم الأسرة والسلبيات والإيجابيات للبناء على ما تحقق، وشملت تلك الاستراتيجية القنوات التليفزيونية والإذاعات والصحف على اختلاف توجهاتها لتفعيل دور الأعلام فى مواجهة هذه المشكلة التى تلتهم كل معدلات التنمية فى مصر.

وقد أغفل المجلس دور وسائل التواصل الاجتماعى التى تستطيع أن تلعب دوراً مهماً جداً وتعرف ردود الأفعال، ونستطيع أن نتبين مدى نجاح الحملة أو تعثرها فى أسرع وقت ممكن، مما يساعد على ديناميكية الحملة وتصحيح مسارها لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، فوسائل التواصل الاجتماعى متغير  مهم جداً وخطير يمكن أن يسهم مساهمة إيجابية فعالة فى مواجهة المشكلة.

اقتحام المرأة المصرية مجال التوعية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى من الممكن والأكيد أن يفيد فى تجنب أخطار الانفجار السكانى، وتلك خطوة ضرورية على الطريق لتطلق الدعوة من المرأة إلى المرأة توسيعاً لقاعدة الاقتناع المجتمعى بضرورة علاج هذه المشكلة ولابد فى هذا الاتجاه من التركيز على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والقرى والمناطق الأقل ثقافة التى لا تزال تعتبر الأطفال قوة عمل منذ الصغر وتحرمهم من فرص التعليم.

ولابد أيضاً من إقناع المرأة فى هذه المناطق بأن الأمان يأتى من خلال عدد محدود من الأطفال يتلقون تعليماً جيداً يؤهلهم ويؤهل أسرهم للارتقاء فى المستقبل وليس من خلال عدد كبير من الأميين أو محدودى التعليم، ولابد من ترسيخ المسئولية تجاه الأبناء ومستقبلهم، خاصة بعد إصدار قانون منع زواج القاصرات والعقوبات المشددة ضدها، ولابد كذلك أن تكون الرسالة الإعلامية الموجهة لهؤلاء بسيطة ومفهومة من خلال وسائل الأعلام التى يتعرضون لها أكثر من غيرها، اضافة إلى قادة الرأى فى هذه الأماكن من رجال الدين والمدرسين والأطباء.