عبدالنبي النديم يكتب: كوبري عرابي ونظرية «الوتد قبل الجاموسة»

عبدالنبي النديم
عبدالنبي النديم

«إذا زاد الشئ عن حده ..إنقلب إلى ضده» ففى كل مشروع فى مختلف المجالات أو أى عمل أو مكان إنتاجي أو خدمي، وبالأخص المشروعات التى ترتبط بخدمة تقدم للمواطنين، أو تتوقف حياتهم اليومية على هذه الخدمة أو المشروع، فيكون التباطؤ والإهمال والرعونة فى تنفيذ هذه المشروعات الخدمية التى تقدم للمواطنين يصل إلى حد الجريمة فى حق المجتمع، فأن يتم البدء فى رصف طريق ويتم كحته وتكسيره بطريقة تعيق السير للسيارات والمارة ويتركها المسئولين دون تجديد أو تطويرعلى حالها منذ شهور، فهذا يعد من قبيل العبث بأرواح ومصالح المواطنين، وتعريض حياتهم للخطر، وهذا ما يحدث فى منطقة شبرا الخيمة، أو ما يطلق عليها الصين الشعبية المصرية، فهى ذات الكثافة السكنية العالية جدا، والمصانع المنتشرة فى كل أحياءها وشوارعها، وتعددت مجالات إنتاج هذه المصانع خاصة المرتبطة بالغزل والنسيج والصباغة وكذلك مصانع الزجاج والحديد، والورقيات والبلاستيك والمنظفات.. إلى آخر المنتجات التى تخرج من منطقة شبرا الخيمة..
ومع هذا الزخم الذى تتميز به شبرا الخيمة يأتى فى المقابل تدنى مستوى الخدمات خاصة فى مجال الطرق، فعلى الرغم من أن شبرا الخيمة يحيط بها طرق تم إنشائها على أعلى مستوى في العالم، فهناك الطريق الدائرى وطريق بنها الحر، والطريق الزراعي، وطريق ترعة الإسماعيلية الزراعي، ومحمور الفريق العصار، التى تم تطويرها على أعلى مستوى تنفيذا لتكليفات الرئيس السيسي، ولكن يبدو أن الأمر داخل شبرا الخيمة يختلف عن خارجها كليا، وينطبق عليها المثل القائل: «من بره هلاهلا .. ومن جوه يعلم الله»، فالطرق الرئيسية والفرعية داخل مدينة شبرا الخيمة وصلت درجة الإهمال بها، إلى حالة يرثى لها، تكسير الأسفلت.. مطبات غير مطابقة للمواصفات.. بلاعات صرف مكسره وتلال القمامة التى تسد الشوارع.. وغيرها من أشكال الإعتداء على الطرق، التى يعانى منها المواطن الشبراوى، وكان آخرها والتى أعتبرها كارثه فى حق الأهالى، ما حدث لكوبرى أحمد عرابى بشبرا الخيمة الذى يربط شرق السكة الحديد بغربها، وحلقة الوصل بين شبرا الخيمة وشبرا البلد، وشارع أحمد حلمى وطريق مصر إسكندرية الزراعي، الذى يعد صرة المنطقة وجسر الربط للأهالى بين حى شرق وغرب بشبرا البلد ومن ثم محافظة القاهرة..
نبدأ من النهاية.. أمس القريب سيارة ملاكى تسقط من أعلى كوبرى عرابي بمن فيها، وقدر الله عظيم أن لم تسقط على أحد المارة، أو السيارات أسفل الكوبرى، والسبب ليس السرعة الجنونية بالطبع، ولكن تكسير فواصل الكوبرى وكحت الأسلفت بطريقة عشوائية منذ أكثر من 3 أشهر، بطريقة غير هندسية أو فنية، الأمر الذى جعل من كوبرى عرابى عبارة عن مجموعة من الحفر يربط بينها رصيف تم تكسيره بطريقة عشوائية، الأمر الذى أدى إلى زيادة أعطال السيارات وزيادة عدد الحواداث أعلى الكوبرى وزيادة المشاحنات والمشاجرات بين قائدى السيارات، فأكثر من سيارة انزلقت داخل الفواصل المكسورة بالكوبرى ولم تستطيع الخروج، بجانب الزحام الشديد على الكوبري طوال اليوم، وليس ساعات الذروة فقط، فالأمر فى تجديد وتطوير كوبرى عرابي زاد عن الحد، ومؤذى للسيارات المارة أعلى الكوبرى، والأكثر غرابة أن المسئولين عن تطوير الكوبرى بشبرا الخيمة ومحافظة القليوبية يؤكدون أن رصف الكوبرى لن يكون قبل شهر أغسطس القادم، أى بعد خمسة أشهر إضافية من العذاب للأهالى بشبرا الخيمة وتعريض حياتهم للخطر..
وأشد العجب من الطريقة التى يتم بها التطوير بكوبرى عرابى بشبرا الخيمة، فأول خطوة أخذوها قاموا بها كحت أسفلت الكوبرى، ثم تكسير أسفلت الفواصل الحديدية، والآن يقومون بإزالة السور الحديدى وعمل حائط خرسانى يعلوه سور حديدى، فكيف يكون التجديد بدء التجديد من الآخر، فبدلا من أن يتم التجديد لمكملات الكوبرى الأساسية من أسوار ورصيف وغيره من التجديدات المطلوبة، ثم يتم الكحت للأسلفت وتكسير الفواصل قبل رصف الأسفلت الجديد مباشرة، ولكنهم قاموا بالعكس من ذلك .

فكان الأولى بهم، حتى لا يؤذي المواطنين خلال مرورهم على الكوبري، «فإماطة الأذى عن الطريق صدقة»، أن يكون الكحت آخر عمل قبل الرصف الجديد، ولكن ما يحدث على كوبرى عرابي بشبرا الخيمة ينطبق عليه المثل القائل «جاب الوتد .. قبل ما يشترى الجاموسة»، وضرب هذا المثل على من لا يملك المال، وقام بقطع فرع شجرة وقام بإعداد وتد، لأنه ينوى شراء جاموسة، ولكنه لا يملك سعرها، فأعمال تطوير كوبري عرابي، من قبل محافظة القليوبية، كما أعلنو تكلفتها 24 مليون جنيه، ضمن الخطة الاستثمارية للمحافظة، وتم كشط طبقة الرصف تمهيدا لأعمال التطوير، والتي تشتمل على رصف الكوبري وتركيب بلدورات ورصيف للمشاة على جانبي الطريق، وفأجأة خلصت الفلوس، ولا يوجد بند للصرف، فالميزانية لم تفي التجديد مع ارتفاع الأسعار، وسيؤجل تطوير الكوبرى للميزانية القادمة.. 
السادة المسئولين عن مدينة شبرا الخيمة، حاسبوا من أهملوا فى تنفيذ التجديدات ولم يراعوا حيوية المكان الموجود به كوبرى عرابى، ولا ندعى فهمنا بأصول المهنة فى رصف الطرق وتجديدها، ولكن معاناتى مع المواطنين فى شبرا الخيمة تجعل من حق أى مواطن أن يتساءل عن السبب فى الطريقة التى يتم التجديد بها، ومع مراجعتكم لتجديد كوبرى عرابي ألقوا نظرة على الشوارع الداخلية لشبرا الخيمة فى منطقة قهوة شرف والمرور وميدان بهيتم والمساكن وشارع الشعراوى وشارع المصانع الحربية وكريستال، والمنشية وبيجام وأم بيومى.. واعادة تطوير ميدان المؤسسة من الجهة الشرقية.. وغيرها من الشوارع التى تصرخ من الأهمال، وتحتاج إلى ضمير يراعى الله فى المواطنين بشبرا الخيمة.