تقوى الله

ما أكرمك يا رب

جلال السيد
جلال السيد

ما أكرمك يا رب.. تريد بنا اليسر ولا تريد بنا العسر، ومن أمثلة ذلك حينما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية «لِّلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» هذه الآية أزعجت البعض من أصحاب رسول الله وقالوا لرسول الله: كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقات ولكن هذه الآية تخضع لما توسوسه نفوس البعض منا فلا يستطيع تطبيقها. فرد رسول الله «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا..

بل قولوا انتم سمعنا وأطعنا ربنا وإليك المصير.. فردد بها القوم فأنزل الله بعدها «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ».

ولما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى وأنزل عز وجل: «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» هكذا تجاوز الله لنا ولأمتنا ما حدث به الإنسان نفسه أى حديث النفس أو الوسوسة بشرط ألا يتكلم بها أو يعمل بها وقال أبو هريرة: إن الله عز وجل قال: إذا همّ عبدى بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها بعشر حسنات إلى سبعمائة وإذا همّ بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها سيئة واحدة.


ويحكى لنا القرآن الكريم مثلاً آخر من رحمة الله أن صاحب الحوت وهو فى بطن الحوت فيقول: «وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ» وهذه الأيام التى نعيشها الآن من شهر مبارك يزيد الله فيها من كل حسنة تقوم بها اضعاف أضعاف ما يشاء فجاءت فى القرآن آية تقول (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدً) «نعم ربى» ما نفدت كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا. وكما بدأت مقالتى انهيها..

ما أكرمك يا رب على نعمك الكثيرة على عبيدك.