احتضنتها القاهرة قبل قرون.. سر إنشاء دار الفطرة في رمضان

احتضنتها القاهرة قبل قرون.. سر إنشاء دار الفطرة في رمضان
احتضنتها القاهرة قبل قرون.. سر إنشاء دار الفطرة في رمضان

شارع طويل من القماش مقسم من الداخل إلى محلات صغيرة انيقة والناس كثيرة في هذا الشارع من كل صنف تسير بالشارع بحي سيدنا الحسين.

 وكل شيء في حي سيدنا الحسين يمكن أن قبل عشرات السنوات أن تشتريه الطرطور وطبق المهلبية والسبحة وفنجان الشاي والناس كثيرة والعربات التي تراها قليلة في الأيام العادية تقف صفوف وراء بعضها على أطراف الميدان في شهر رمضان شهر الخير والبركة.

الحسين هو المكان المفضل للسهر الناس تسير حول الجامع في طوابير طويلة كثيفة فالسير حول جامع الحسين جزء أصيل من سهرة رمضان وشراء سبحة صغيرة شيء لازم وواجب وتناول فنجان من الشاي الأخضر علامة من علامات السهرة تجدها في المقاهي الصغيرة.

أما شارع القماش فله أكثر من حكاية من حكايات زمان منها كيف كان يسهر الناس أيام زمان في رمضان.

فأيام الرسول والخلفاء الراشدين كانت سهرات رمضان كلها عبادة وتسبيح وقراءة قرآن وفي عهد الدولة الأموية وجد رمضان من يمتدحه من الشعراء في سهراته بجوار العبادة والتعبد والصلاة والتسابيح.

 ولما جاءت دولة الفاطميين وامتدت ظلالها الوارفة على العرب وجعلت من رمضان موسما كريما للبذل والعطاء والشعراء تنافسوا في إظهار مشاعرهم نحو هذا الشهر الكريم المبارك كما أنهم أسرفوا وتنافسوا في الحديث عن مباهج رمضان وخيراته التي كان يجود بها الفاطميون.

والتاريخ يذكر للفاطميين في مصر تقاليد لا تنسى خاصة في شهر رمضان فقد كان هذا الشهر خصوصا عندما يحل الظلام بعد  طعام الإفطار كان يعتبر عيدا من أعياد الشعب تضاء لياليه بالفرحة وتتألق مجالسه بالأنس وبلغ من اهتمام الفاطميين برمضان ان انشأوا له وزارة مهمتها تقديم خدمات للشعب.

وخصصت مكانا كبيرا لما اسمته دار الفطرة التي كانت تقدم للناس الحلوى والفطائر والياميش طوال شهر رمضان. وفي أيام الفاطميين كثرت الأغاني عن رمضان الأغاني التي كان يرددها الأطفال وهم يجوبون الشوارع يحملون الفوانيس.

والفانوس الذي يحمله الأطفال اليوم عرفه المصريون في رمضان يوم دخول المعز لدين الله القاهرة وكان ذلك في الخامس من رمضان عام 358 هجرية حيث استقله أهل القاهرة ليلا في موكب كبير اشترك فيه رجالها ونساؤها وأطفالها حاملين المشاعل والفوانيس مرددين الهتافات والأناشيد.


 وبمرور الوقت والايام والسنين أخذت تتأصل عادة الفوانيس في رمضان حتى أصبح الفانوس ملتصقا بشهر رمضان وأصبحت هي لعبة الأطفال يتغنون بها ويعدون لها الأناشيد:
 
إدونا العادة .... ربي يخليكم
لبدة وقلادة ..... ربي يخليكم 
الفانوس طقطق
والشمعة ساحت


وأيضا هذه الأغاني:
يا قمر طالع ( أيوحا )
بفانوس والع ( أيوحا )
انت حبيبي ( أيوحا )
املالي جيبي ( أيوحا )
سكر احمر( أيوحا )
وزبيب أسمر ( أيوحا ) 


المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا |الكنافة لشفاء الخليفة.. و«هريسة» الإمام الليث بن سعد في رمضان‬