انهار في 72 ساعة.. «بارليف» أسطورة تحطمت تحت أقـدام الجندى المصري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: محمد ياسين

إن خط بارليف مانع أقامته القوات الإسرائيلية بامتداد ٨٠ كيلومترا جنوب بورفؤاد شمالا وحتى شمال بورتوفيق جنوبا وبه ٣٥ نقطة حصينة مدعمة بالخرسانات المسلحة السميكة وقضبان الفولاذ وتضم كل نقطة عددا من الضباط والجنود يختفون داخل غرف فولاذية ووراء ساتر رملى أو خرسانى يتراوح ارتفاعه بين ١٨، ٢٠ مترا فوق سطح الأرض..

وتم تنظيم طرق الدفاع عن نقط خط بارليف بطريقة تسمى الدفاع الدائرى أى إمكانية الدفاع عنها من جميع الجهات حتى فى حالة الهجوم عليها من الخلف.. وقد أكدت القيادة الإسرائيلية فى تصميمها وتحديدها لهذه النقط على زيادة عددها فى المناطق الصالحة للعبور.. أما فى أوقات القتال فإن القيادة الإسرائيلية تخطط لتزويد هذه المواقع بالمياه من الخلف بواسطة المواسير التى أقيمت تحت الأرض..

إقرأ أيضاً | اللواء رضوان طلبة: اكتسحنا العدو وعبرنا خط بارليف فى نهار رمضان

خطط العدو الإسرائيلى لنقل الجرحى بالطائرات الهليكوبتر وزودت المواقع الحصينة بالخط بالرشاشات والصواريخ مزودة بوسائل اتصال لاسلكية بالقوات الإسرائيلية خلال الاشتباكات، ويوجد طبيب فى كل نقطة من هذه النقط، لهذا كان اقتحام هذا الخط.. سيسجله التاريخ العسكرى فى العالم كله.

وهكذا اندفعت القوات المصرية تظهر حقول الألغام وتزيل موانع الأسلاك الشائكة وتشق الثغرات فى السد الترابى.. وفى نفس الوقت كانت وحدات سلاح المهندسين قد بدأت فى إقامة الكبارى، بعد أن كان جنودنا البواسل قد أمنوا رءوس الجسور.

جاء اليوم الموعود وعبرت قواتنا قناة السويس.. كان خط بارليف يبدو من غرب القناة منيعا وقويا ومحصنا.. يبدو كقلاع ضاربة فى أعماق الأرض قد شيدت بالأسمنت المسلح المدعم من فوق الحوائط بقضبان الصلب.

سقطت كل هذه المواقع فى أيدى قواتنا.. حوالى ٢٥ موقعا حصينا تمتد على طول الضفة الشرقية لقناة السويس من رأس العش شمالا حتى الشط عند مدينة السويس جنوبا.

وهذه المواقع الحصينة يفصلها عن مياه القناة سد ترابى عال عمل العدو طويلا على مدى سنوات فى زيادته والارتفاع به.. وهذه المواقع الحصينة أو القلاع هى التى تشكل ما كان يعرف باسم خط بارليف..

وعندما نحاول أن نقدم وصفا سريعا للموقع أو القلعة الحصينة نجدها.. فى كلمات بسيطة.. قد نحتت ودقت تحت الأرض ثم صبت جدران الأسمنت المسلح لتفصل الأجنحة المختلفة بعضها عن بعض.. وجاءت بعد ذلك بسقوف مسلحة تدعمها قضبان من الصلب السميك وتعلوها بعد ذلك أكياس الرمل ثم الردم الترابى، من فوق هذا كله، وأخيرا أمام كل المواقع، يأتى السد الرملى الذى يمتد على طول الضفة الشرقية للقناة..