للصائمين فقط (1)

حقيقة الدعوة التي لاترد للصائم .. وكفارة المفطر لعذر شرعي

حقيقة الدعوة التي لاترد
حقيقة الدعوة التي لاترد

منى ربيع

ينتظر جميع المسلمين شهر رمضان من العام إلى العام طمعا في نفحاته وفيض المغفرة التي ينعم بها المولى عز وجل على عباده خلال هذا الشهر الفضيل ، وحتى يصح صيامنا في شهر رمضان ونفوز ببركاته غير منقوصة نطالع في السطور القادمة بعض الفتاوى والتساؤلات التي تجول بخاطر المسلمين رجال ونساء قبل الشهر الفضيل ، ونتعرف على إجاباتها من خلال نخبة من كبار علماء المسلمين..

 

 تلقت الصفحة الرسمية لدار الافتاء السؤال التالي من احدى السيدات حول الإطعام عن إفطار حدث خلال الشهر الكريم لعذر شرعي.. أرجو إفادتى عن ترتيب المستحقين ونوع الغذاء الذى أخرجه؟

- وأجابتها دار الافتاء : من أفطر فى رمضان لعذر شرعي، فإنه يجب عليه القضاء فيما بينه وبين رمضان الآخر، فإن آخر القضاء إلى ما بعد رمضان الآخر من غير عذر، فإنه يجب عليه مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، وإن كان لا يستطيع القضاء لهرم أو لمرض مزمن فإنه يكفى الإطعام بدون القضاء، لقوله تعالى:"وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين".. وقد فسرت الآية بأن المراد بالذين يطيقونه، هم الذين لا يستطيعون الصيام لا أداء ولا قضاء كالشيخ الهرم والمريض المزمن.

 

ومقدار ما يدفع للمسكين عن كل يوم نصف صاع من الطعام (حوالى نصف كيلو جرام) من البر أو الأرز أو ما يؤكل فى البلد.. ولا يجزىء دفع النقود بل لابد من الطعام للنص عليه فى الآية الكريمة.

• وورد سؤال آخر لدار الافتاء ما هى فلسفة الصوم؟

وجاءت الاجابة عن هذا السؤال :لا يجب أن يقبل المكلفون على الأمر التكليفى لعلة حكمه أو لما فيه من أسرار وحكم لأن المؤمن لو أقبل على فعل الأمر لعلة حكمه لصار إيمانه بالعلة.

والمفروض أن يكون الإيمان بالأمر فهمت العلة أو لم تفهمها!!

المهم أن يكون الدافع لفعل المأمور به هو الأمر لا العلة ومن هنا يظهر الفرق بين انسان غير مؤمن لو أظهر له علة شىء تتصل بذاته لأقبل عليها وبين المؤمن الذى يقبل على الفعل لأنه من الله.

ولذلك فإننى أؤكد أن علة كل حكم هى الأمر به لكن الناس قد يلتمسون عللا وحكما بعد مزاولتهم للأمر الذى أمرهم الله به والعلة والحكمة لم يعرفا قبل مزاولة الأمر ولكن بعد فعل الأمر ومزاولته وممارسته.

فمثلا: زاولت الصيام فظهرت لك فوائد وحكم وعلل فى أداء فريضة الصوم فقلت إن للصوم فوائد منها هذا ومنها ذلك فالفوائد لم تتبين قبل الصيام ولكنها وضحت بعد مزاولة الصيام فعلا.

فالذين يقولون علته كذا وحكمته كذا قالوا ذلك بعد تنفيذ الأمر لا قبله وإدراكهم للعلة أتى متأخر بعد التنفيذ فإقبالهم على الأمر ليس بدافع العلة ولكن لإيمانهم بمن أمر وهو الله عز وجل لكن الله سبحانه وتعالى قد يبين العلة أو عمومية العلة.

• هل حقا أن دعوة الصائم لا ترد مهما كان عمله؟

- الاجابة التي قدمتها الصفحة الرسمية لدار الافتاء: إذا قلنا أن دعوة الصائم عند إفطار لا ترد، نقول إن الإفطار فى رمضان موجود فى كل وقت وكل مكان فنحن نفطر فى القاهرة وبعدها بدقيقتين يفطر الصائم فى بنها وبعد دقائق يفطر الصائمون فى الاسكندرية وفى دول أوروبا يفطرون بعدنا وفى السودان والسعودية يفطرون قبلنا إذن فما الذى يجعل الدعاء مستجابا؟

الذى يحقق ذلك هو قربك إلى الله بالعمل الصالح والله سبحانه وتعالى يقول: "وقال ربكم أدعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين: (غافر: 60).

وهكذا حدد القرآن الكريم أن الاستجابة للدعوة أساسها الخضوع والخشوع لله وعبادته والالتزام بمنهجه أما الذين لا يلتزمون بهذا المنهج فأولئك لا تستجاب لهم دعوة ولا يلتفت الله إليهم فى الدنيا أو فى الآخرة.