كشف لغز مقتل سائق «توك توك»

مقتل سائق «توك توك»
مقتل سائق «توك توك»

إسلام عبدالخالق

لم يدر سائق إحدى الدراجات البخارية ذات الثلاث عجلات «توك توك» أن حياته ستكون ثمنًا للمال الذي كد وتعب لجمعه على مدار يوم عمله، وأن القاتل سيطمع كذلك في بطاقة ذاكرة الهاتف «ميموري» على شاكلة مثيلاتها التي تحمل المقاطع الموسيقية التي تهون عليه وعلى أبناء مهنته سير وأحداث اليوم.

 فارق المجني عليه الحياة بعد رفضه التفريط في المال الذي كان بحوزته؛ بعدما باغته أحد الأشخاص المعروف عنه الإجرام حال استقلال الأخير مركبة المجني عليه بدعوى توصيله إلى إحدى المناطق التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة مشتول السوق في محافظة الشرقية، لكن ما أن انحرفت الدراجة البخارية إلى أحد الطرق الخالية حتى فوجيء قائد السائق بالمُجرم يُهدده طالبًا منه التوقف وإخراج ما معه من نقود وإلا قتله، فما كان من قائد الدراجة البخارية سوى الرفض والمقاومة، وكان جزاؤه أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على يد المُجرم الذي تركه غارقًا في دمائه التي تسيل من رقبته وسرق نقوده والميموري ولاذ بالفرار والهرب.

 

وقعت أحداث الجريمة  في إحدى المناطق التابعة لدائرة مركز شرطة مشتول السوق بنطاق مديرية أمن الشرقية، إذ كانت البداية بتلقي اللواء مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من من اللواء مدير المباحث الجنائية في مديرية أمن الشرقية، يفيد بورود إشارة من مستشفى مشتول السوق المركزي بوصول سائق دراجة بخارية «توك توك»، مُقيم في نطاق ودائرة مركز شرطة بلبيس، مُصابًا بجرح قطعي في رقبته وجراح بأنحاء متفرقة في الجسد، وتوفى فور وصوله متأثرًا بإصابته.  

 

انتقلت الأجهزة الأمنية إلى المستشفى، وهناك جرى سؤال شقيق المجني عليه، الذي أفاد بتلقيه اتصالًا هاتفيًا من صاحب الدراجة البخارية التي كان يقودها شقيقه المجني عليه، يُخبره فيه بالعثور على شقيقه مصابًا بعدة طعنات وإصابة بالغة جراء تعرضه لجرح قطعي في الرقبة، ومُلقى أرضًا بجوار دراجته البخارية بدائرة مركز شرطة مشتول السوق، فيما نقله صاحب الدراجة إلى مستشفى مشتول السوق المركزي لكن المجني عليه كان قد فارق الحياة، فيما عُثر على الدراجة البخارية وبها آثار دماء المجني عليه وبجوار الدراجة عُثر كذلك على سلاح أبيض «سكين» وحجر مُلطخ بالدماء.

 

تم تشكيل فريق بحث جنائي من رجال المباحث الجنائية في مركز شرطة مشتول السوق بمديرية أمن الشرقية، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، توصلت جهود فريق البحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عامل له معلومات جنائية، مُقيم بنطاق ودائرة مركز شرطة بلبيس، وعقب تقنين الإجراءات، تمكنت الأجهزة الأمنية في مركز شرطة مشتول السوق من ضبط المتهم، وبمواجهته أقر واعترف بارتكاب الواقعة بقصد سرقة المجني عليه، قبل أن يُقر أمام جهات التحقيق بأنه قد استدرج المجني عليه إلى نطاق مركز شرطة مشتول السوق، وحال سيرهما تعدى على المجنى عليه بواسطة سلاح أبيض «سكين» كان بحوزته، إذ طعنه بالسكين وتسبب في إصابته بجرح قطعي في رقبته.

 

المتهم أفاد كذلك خلال اعترافاته أمام جهات التحقيق؛ بأن المجني عليه حاول الدفاع عن نفسه فأكمل المتهم جريمته والتقط حجر من الأرض أجهز به على المجني عليه، وحين سقط الأخير مُضرجًا بدمائه استولى المتهم على المال الذي كان بحوزته وعلى قاريء كارت ميموري «ريدر» و«ميموري» خاصين بالمجني عليه ولاذ بالفرار قبل أن يتم ضبطه، وأقر كذلك بأنه قد أنفق جزء من المال، وبالعرض على جهات التحقيق أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيق، مع مراعاة التجديد له في الموعد القانوني بتهمة القتل العمد المُقترن بالسرقة